محلياتمن الصحافة

تطوّر أمني ساخن جنوبًا.. فما مصير التنقيب؟

كتبت ميريام بلعة في المركزية:

وسط الانشغال بالاتفاق السعودي – الإيراني ومدى انعكاسه على الساحة الإقليمية عموماً واللبنانية خصوصاً، اشتعلت الجبهة الجنوبية الخميس الفائت على الحدود مع إسرائيل كادت تشي باندلاع حرب قبل أن تنطفئ عند الرّد الإسرائيلي المحدود فجر أمس على الصواريخ الفلسطينية التي انطلقت من لبنان، وإعلان “حزب الله” براءته منها.

هذا التطوّر الساخن أعقب معلومات صحافية تحدثت عن فوز شركة “ترانس أوشين” (TransOcean) بالتزام أعمال الحفر في حقل “قانا” في البلوك الرقم 9 جنوب لبنان، من بين 5 شركات تقدّمت إلى المناقصة التي أجرتها شركة “توتال إنرجي”… على أن تبدأ بالحفر في أيلول 2023.

فهل ستؤثّر التوترات الجنوبية الأخيرة على تلك الأعمال في المديَين القريب والمتوسط؟

الخبير في شؤون النفط ربيع ياغي ينفي عبر “المركزية” أي تأثير للتطورات الأمنية الأخيرة على عملية الحَفر والاستكشاف، ويقول في السياق: إن إسرائيل نفسها لم تتأثر، فكيف بالحَري لبنان الذي لم يبدأ بعد خطوته الأولى في هذا المجال! لذلك يُفترض استمرار السير في برنامج العمل المحدَّد، كون الأحداث الأمنية الأخيرة عَرَضيّة ومن غير المعقول أن تؤثّر على مندرجات اتفاقية ترسيم الحدود.

ويدعّم فكرة استبعاده لأي انعكاسات على هذا الصعيد، بـ”معرفة شركة “توتال إنرجي” أن المنطقة التي تم ترسيم الحدود البحرية فيها، عرضة للتوتر السياسي والأمني بين فترة وأخرى. وبناءً على ذلك، تأخذ “توتال” في الاعتبار المخاطر الموجودة في هذه المنطقة، وبالتالي عليها الالتزام بالجداول التي قدّمتها للدولة اللبنانية والتي تنصّ على البدء بأعمال الحفر التجريبي والاستكشافي في أيلول أو تشرين الأول 2023، وفي ضوء النتائج تقرّر الاستمرار في تطبيق برنامجها”.

من هنا يُبدي اعتقاده أن “أيّ تغيير لن يحصل… كما أنه من المبكر الحديث عن أحداث أمنية كبيرة تسبّب نزاعات عسكرية مباشرة من الآن وحتى أيلول المقبل، وفي النهاية يبقى “توازن الرعب” هو الأساس”.

ويذكّر في السياق، أن “الحفارة سترسو في المياه اللبنانية في أيلول المقبل وقد تصل في أواخر آب المقبل في حال تم الإسراع في استقدامها من بحر الشمال، علماً أنه يستغرق وصولها ثلاثة أشهر”.

وفي كل الأحوال يؤكد ياغي أن “الحفر في البلوك 9 لن يبدأ قبل آخر أيلول 2023″، ويُضيف: تسبق عملية الحفر تحضيرات يعدّها كونسورتيوم الشركات بقيادة “توتال إنرجي” وفق برنامج محدَّد، فمنصّات الحفر نادرة جداً عالمياً ويتم استئجارها في اليوم والساعة بكلفة تصل إلى نحو 500 ألف دولار في اليوم الواحد. في حين نفذت “توتال” خطوتين في الفترة الأخيرة وهما المسح البيئي، واستدراج العروض لاستقدام الحفارة.

وإلى حين بدء الإنتاج التجاري من الغاز والنفط للتصدير أو للبيع في السوق المحلية سنة 2032 على الأقل، سيبقى الجنوب على فوهة تصعيد أمني يضع لبنان ببحره وبرّه في مصير مجهول…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى