المطران ضاهر: الأوطان لا تبنى بالأحقاد ورفض الآخر
ترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، رتبة دفن السيد المسيح، في كنيسة النبي ايليا الغيور في شكا، عاونه خادم الرعية الاب باسيليوس غفري والاب يوحنا الحاج، بمشاركة رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري ومخاتير البلدة ولجنة الوقف وجوقة الكنيسة وشباب وشابات عائلة اخويات النبي ايليا الغيور وحشد من المؤمنين.
بعد قراءة الاناجيل الاربعة، ألقى ضاهر عظة أكد فيها أن “الأوطان لا تبنى بالاحقاد والشعارات ورفض الآخر، بل بالحوار والانفتاح ومد الجسور بين بعضنا بعضا بصدق ومحبة، وعلينا جميعا ان نتعظ من الماضي الأليم، ليسود الأمن والاستقرار ويعم الخير على الشعب اللبناني من كل طوائفه ومذاهبه، ونحن على موعد مع قيامة السيد المسيح الذي انتصر على الموت وقام من بين الاموات، وبهذه المناسبة نأمل من المعنيين في البلد ان ينتصروا على الشر ويسعوا متحدين وسريعا لانتخاب رئيس للجمهورية، ليتمكنوا معا من انقاذ البلد من المحنة التي تعصف به”.
وتابع: “كل شيء قد تم. يا أبتي في يديك أستودع روحي، وأمال رأسه وأسلم الروح. كل شيء قد تم. إنها كلمة الأمانة في تتميم مشيئة الله، والخضوع لما حدده الآب. لنتذكر كل كلمات يسوع في هذا المعنى نفسه: طعامي في أن أعمل مشيئة من أرسلني (يو 10: 14). وأيضا: أنا مجدتك على الأرض، إذ تممت كل ما أعطيتني أن أعمل. عرفت باسمك الذين أعطيتني (يو 17). من يجرؤ وهو في نهاية شوط حياته أن يقول إن كل شيء قد تم؟! لنفتكر أن طاعة المسيح هي التي خلصت البشرية، لأن في موته ثبتت غلبة الشر، وتم الخلاص، خلاص العالم. فهذه الكلمة، إذا اعتبرت اعتبارا خاليا من التوهم هي صرخة انتصار”.
أضاف: “قبل مجيء السيد المسيح، كان الموت يعتبر علامة لغضب الله على الانسان، بل عقابا أنزله الله بالإنسان عندما عصا أمره في بدء الخليقة. موتا تموت، قال الرب لآدم، يوم تأكل من شجرة معرفة الخير والشر. وكان أن أكل الانسان منها، فجر على نفسه وعلى ذريته غضب الله وعقاب الموت. وجاء المسيح ليفدي الانسان من حكم الهلاك والموت، فأباد الموت بموته لكي يحيا الانسان من جديد! فإن كان موت المسيح أفاض الحياة للإنسان على هذه الصورة فإني أتساءل معكم هذا المساء ونحن نقيم ذكرى موت المسيح. أنحن أمام نعش الموت أم نحن أمام عرش الحياة ولا مجال للشك أننا أمام عرش الفداء والحياة، عرش المحبة والنعمة، عرش البنوة والرجاء، فالمسيح كما حدد هو نفسه، هو حبة الحنطة التي ماتت فأتت بسنابل كثيرة، مات المسيح فأنبت لنا بموته سنابل الحياة”.
وختم: “مات المسيح فغير معنى الموت وبدل أبعاده، فالموت لم يعد علامة غضب وحكم عقاب، بل أصبح جسرا نعبر به الى الحياة، وطريقا مضاء بأنوار الرجاء ومشرقا بضياء القيامة! مات المسيح عن خطايا العالم فكان موته ثورة غيرت حياة العالم. فلنمت نحن معه عن خطايانا اليوم، وليكن موتنا ثورة تجدد حياتنا إلى الأفضل بحق موت المسيح اليوم، وحق قيامته بعد ثلاثة أيام. آمين”.
وبعد الرتبة حمل المشاركون نعشا رمزيا للسيد المسيح وطافوا به في مسيرة، رافعين الصليب وسط نثر الورود والترانيم الدينية.