حبيب افرام في ذكرى خطف المطرانين: عشر سنوات من لغز!
ألقى رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام كلمة في اللقاء التضامني في الذكرى العاشرة لإختطاف المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم وذلك في فندق Le Gabriel.
وقال: “أحيانا، أحيانا كثيرة، يَظهر لي المطران يوحنا، في حلم او يقظة، يسألني ماذا فعلتَ في قضية اختطافي؟ اعترف امامه أني مقصّر، رغم أني لم اترك وسيلة أو اتصالا او لقاءا أو زيارة او موقفا أو حثا او طلبا إلا وسعيت اليه مع دول وأنظمة وقادة وأجهزة وأحزاب وإعلام كان يجب أن نَضغطَ أكثر لكن ضد من؟ أن نُجنًّ أكثر، لكن بأي إتجاه، وانتَ شبه متيقن أن هذا اللغز، هذا السًّر لا يمكن أن يكون غائباً عن قوى تُحصي أنفاس الناس عبر أقمارها، وتراقب عبر الذكاء الاصطناعي حراك الكون واتصالاته”.
وأكمل: “لو عاد شهيد أو مهجر أو مضطهد من كل هذا الشرق من “نينوى” أو “الخابور” – مثالا- وسألنا ماذا صنعوا بنا منذ “سيفو” الى “داعش” وماذا فعلتم لنا ماذا نقول؟ هل يكفي صراخنا واستنكارنا وندواتنا ومساعداتنا ومؤسساتنا لدعم لا يحل مشاكل بل يُبلسم جراحا؟ لوكفروا بالأوطان وفتشوا عن أي جواز سفر ألا يحق لهم. لو قالوا ان دماءنا راحت هدرا؟ ألا يحقّ لهم ؟ نتطلع فاذا أوطان بلا حريات، في قلب حروب، احتلالات، نفوذ اجنبي واقليمي، ساحات قتال، أصوليات، إرهاب وتكفير!”
وأضاف: “لو عاتبنا جندي لبناني قدًم قطعة من روحه لمجد الارز، أو حزبي آمن بوطن أفضل وناضل من أجله قائلا ماذا فعلوا بلبنان؟ لا دولة لا حكم لا رئيس لا قانون لا مساءلة لا كهرباء لا عمل، سرقونا نهبوا مال عمرنا افسدوا تناحروا .ينتظرون على قارعة سفير او مستشار املاءات الخارج كالسذج والقصر، لا كرامة لا قرار وطني لا مصلحة وطنية. ماذا انتم فاعلون؟ من أين نخترع الامل؟”.
وتابع: “عشر سنوات؟ الى متى تًحفُر السكًين في قلبك؟ مطلوبٌ أن تسكتَ، أن تقبلَ كل هذا بخنوع بذل بانكسار، كأنه قدرٌ. حتى أن تُقتل وتُخطف وتُذبح وتُقبًل اليد التي تحمل السكين! أن تبخّر لمن يلغيك ، وتمجّد من يصادر صوتك والحقوق. أن تنسى. شعب بلا ذاكرة لا قضية له!؟”.
وأردف: “مطلوبٌ أن تعترفَ أنكَّ لستَ رسالة ولا ملفا ولا حاجة ، وأنكَّ أعجزُ من أن تصلَ الى أي نتيجة! هل هُزمنا بالمطلق ؟ هل انطفأ في صدرنا وهج قضية؟ هل نموت رويدا رويدا ؟ نُغلق صفحةً حضارة وجذور وهويّات؟ هل نستمر في الجحيم كأن لا رجاء ولا قيامة”.
وختم: “هل نحن مختارون، كما اشتهى لنفسه ومن شابهنا بنفسه ما ظلمنا اختارنا كي نكون امتدادا لسيرة المسيح الآرامي يوم كان لابساً جسده الترابي النحيل”، كما شهد الاب ميشال الحايك! هذا رقيمٌ عن جثة وطن – مخطوف مثل المطرانين – وشرق مصلوب لكننا أجلنّا مراسم الدفن أو معجزة ما عجيبة ما تدحرج الحجر. والسلام”.