الأوراق الرئاسية خُلطت مجددا: عون يتفوّق على فرنجية؟!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في حصيلة اللقاءات والمواقف والوقائع السياسية والدبلوماسية التي سُجلت في الأيام الماضية على الضفة الرئاسية، تبيّن ان الاوراق عادت لتختلط من جديد على طاولة الاستحقاق. فمَن كان يراهن على ان التطورات الاقليمية عموما واتفاق بكين والتطبيع الخليجي- العربي مع سوريا، فتحا الطريق امام مرشح الممانعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بعبدا، خفّض من سقف توقّعاته، بينما عادت أسهم الرئيس الجامع التوافقي القادر على الاصلاح والانقاذ وتدعيم “السيادة”، لترتفع.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الحركة الدبلوماسية فوق الساحة اللبنانية، الاميركية والفرنسية والقطرية، عززت هذا الانطباع. كثر اعتبروا ان فرنجية سيعود من الاليزيه حيث التقى مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، رئيسا للجمهورية، الا ان هذا الامر لم يحصل. الرجل قدّم ضمانات حول حزب الله وسلاحه ودوره الاقليمي وحول عمل الحكومة المقبلة وشكلها واولوياتها، الى الفرنسيين على ان ينقلوها الى السعوديين، غير ان جواب المملكة وصل الى لبنان بواسطة قطرية. فوزير الدولة في وزارة خارجية دولة قطر محمد بن عبد العزيز الخليفي، بدا اكثر ميلا لرئيس جامع عابر للاصطفافات وشدد امام مَن التقاهم على ان لا يمكن لرئيس لا يحسن في الاصلاح وفي “السيادة” وفي ترتيب علاقات لبنان مع الدول العربية، ان يمهّد الطريق امام دعم عربي خليجي فعلي مستقبلي للبنان.
وفي موازاة هذه الرسالة، كانت رزمة عقوبات اميركية لافتة من حيث المُستهدفين بها وتوقيتها، اذ استهدفت الاخوين ريمون زينة رحمة وتيدي زينة رحمة في ملفات فساد الفيول والكهرباء، والمعروفين بانهما وثيقي الصلة بفرنجية.. وأتت هذه الخطوة الاميركية، وإن فصلتها الخارجية الاميركية امس عن الاستحقاق، لتذكّر بأن رئيس المردة ليس أهلا لقيادة عملية اصلاح اقتصادي، تتابع المصادر، وهو شرط يتمسك كل اعضاء الخماسي الدولي بضرورة توفّره في الرئيس العتيد.
واذ تعتبر ان “ضربة” العقوبات أعادت فرنجية امتارا الى الوراء في السباق الرئاسي، تتوقف المصادر عند حرص الخليفي على زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة. صحيح ان هذه الزيارة تم في خلالها البحث في الدعم المستمر الذي تقدّمه الدوحة الى الجيش اللبناني، الا ان لا يمكن فصلها عن الملف الرئاسي.
ففيما اسم عون مطروح منذ مدة كرئيس محتمل، وبينما قوى سياسية أساسية لا تمانع وصوله الى بعبدا، خاصة تلك التي يقترع نوابها اليوم لرئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، يُمكن القول ان “القائد” عاد ليتصدّر لائحة المرشحين لتولّي رئاسة الجمهورية، تختم المصادر.