لائحة بكركي الرئاسية سحبت البساط من تحت “الثنائي”…
كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:
من زيارة زعيم تيار المردة سليمان فرنجية الفرنسية نهاية الاسبوع الى محطة اليوم القطرية في بيروت وخلوة بكركي النيابية الروحية الاربعاء في بكركي، تتسارع التطورات في الملف الرئاسي وتتكثف التحركات لانتاج رئيس للبنان في الربيع، كما وُعد اللبنانيون، من دون اصابة الهدف او الاقتراب منه، على رغم الدفع القوي الذي انتجه الاتفاق الايراني- السعودي، الا ان نسماته لا يبدو لفحت لبنان حتى الساعة.
وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي حط في بيروت وبدأ جولة لقاءات مع المسؤولين الرسميين والحزبيين على مختلف تلاوينهم، محورها رئاسي، وسط ترقب لنتائجها باعتبار ان قطر، احدى دول المجموعة الخماسية المهتمة بحل ازمة لبنان، تتواصل مع طهران لتليين موقف فريقها في لبنان، وتفيد المعلومات بأن الرجل يحمل مبادرة رئاسية تتضمن اسماء غير رئيس تيار المردة. وزيارة فرنجية لفرنسا لم تحقق الخرق، اذ ان انتخابه ما زال يصطدم بجدار الممانعة الصلب خليجيا واميركيا وداخليا من فريق المعارضة، فيما التعويل على لقاء الصلاة في بكركي لاتفاق النواب المسيحيين على مرشح بعيد المنال، ما دام هولاء ليسوا متفقين الا على “لا” لرئاسة فرنجية.
الواقع هذا، يستفيد منه ثنائي أمل- حزب الله في مجال استمرارالقاء تبعات العرقلة على الفريق المسيحي باعتباره مسؤولا عن ازمة بين الموارنة تحول دون التقائهم على هوية مرشح رئاسي، علما ان وجه الازمة بات مكشوفا للعالم، ويتمثل في اصرار الثنائي على مرشحه الاوحد سليمان فرنجية المرفوض من مجمل القوى السياسية المسيحية. رغم ذلك، تقول مصادر سياسية مسيحية لـ”المركزية”، عمدت بكركي، وفي مجال سحب الذريعة هذه من يد الثنائي، الى اعداد لائحة تتضمن اسماء ثمانية مرشحين اختارتهم القيادات المسيحية تضم: النائبين ميشال معوض وابراهيم كنعان، سليمان فرنجيه، قائد الجيش العماد جوزف عون، الوزراء السابقين زياد بارود، جهاد ازعور والسفيرين فريد الخازن وجورج خوري.
واذ تؤكد المصادر ان ليس في الامكان تجاوز اللائحة هذه وطرح اسماء من خارجها ، تنقل عن الرئيس ميشال عون قوله ان رئيس جمهورية لبنان الرابع عشر هو واحد من بين هؤلاء وانتخابه لم يعد بعيدا الا انه يرفض الدخول في الاسماء، وتعتبر ان على رئيس مجلس النواب نبيه بري المبادرة فورا الى توجيه الدعوة الى جلسات مفتوحة الى حين انتخاب رئيس، لأن الوضع الانهياري المأسوي الذي يقبع فيه اللبنانيون لا يحتمل المزيد من المماطلة وانتظار نتائج اختبار نيات لافرقاء اقليميين قد يمتد حتى بداية الصيف المقبل.وتبعا لذلك، لا بدّ من عودة الثنائي الى لبنانيته والنزول عن شجرة ترشيح فرنجية الى ارض انتخاب من يحظى بالعدد المطلوب من اصوات النواب استنادا الى اللعبة الديموقراطية، بعدما استنفدت كل الجهود المبذولة لانتخاب زعيم المردة. وتتوقع في السياق، ان يبادر فرنجيه بنفسه الى الانسحاب من الملعب الرئاسي افساحا للمجال امام الثنائي للتخلي عن سياسة الاملاءات والانتقال الى الخطة “ب”، ما دام هؤلاء التزموا معه اخلاقيا واعلنوا في مجالسهم انهم لن يتخلوا عنه الا اذا انسحب من تلقاء نفسه. وتدرج في السياق تسريب وسائل اعلام محسوبة على المحور المقاوم معلومات مفادها ان الغرض من دعوة فرنجية الى باريس، ابلاغه الاعتذارعن عدم الاستمرار في دعم ترشيحه بسبب رفض دول الخماسية له، معتبرة ان التسريب ليس سوى رسالة من الثنائي لمرشحهللانسحاب من السباق الرئاسي، بحيث تكون لحظة اعلان عزوفه عن الترشح المؤشر القوي لقرب لحظة انتخاب الرئيس.