محلياتمن الصحافة

تبادل أدوار ضمن تكتل لبنان القوي

يتظهر تمايز نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عن تكتل “لبنان القوي” يوماً بعد يوم، بحيث لم يعد يقتصر الأمر على التفاصيل السياسية الصغيرة، أو على اقتراع متمايز في البرلمان بجلسة معروفة النتائج أنها لن تنتج رئيساً.
 
وفي جديده اليوم انتقاد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على خلفية موقفه من موضوع اعتماد التوقيت الشتوي، مشيراً في أحاديث إعلامية إلى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري يطلب ما يريد ونحن نطلب ما نريد، ولكن من اتخذ القرار هو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، فبري ليس سلطة تنفيذية”.
وعن كلام باسيل، قال: “يمكن لباسيل أن يهاجم لأنه غير راضٍ عن القرار وكيف صدر، ولكن لديّ اعتراض على طريقة الكلام وخصوصًا الذي صدر أمس ( الإشارة الى أن هناك توقيت للمتخلفين)، فهو يستفزّ كثيرين ويؤدي إلى ردة فعل، والخطأ لا يعالج بكلام من هذا النوع”.
وكشف بوصعب قراره عدم المشاركة في خلوة بكركي الروحية المقرر عقدها الأربعاء في 5 نيسان: “لا أعتقد أنني سأشارك في اجتماع البطريرك وسأتصل وأعتذر عن الحضور، لأن البلد لا يحتمل نوابًا مسيحيين يجتمعون مقابل نواب مسلمين يجتمعون”.

في حديث بوصعب، أمران يمكن التوقف عندهما: انتقاد باسيل، وتمرّده على قرار “التيار الوطني الحر” المشاركة في خلوة بكركي. ويعتبر باسيل من أكبر داعمي الخلوة وأكثر المتحمسين لها.
 
كلام بو صعب لم يمر بهدوء، فكان الرد الأول من أكثر الشخصيات قرباً من باسيل وهو النائب السابق إدي معلوف، الذي هاجم بو صعب من دون أن يسميه، وكتب في تغريدة: “بضحكوني كثير يلّي تخبّوا بعباءة ميشال عون، ومفتكرين حالن قادرين يمسحوا تمّن اليوم بعباءة جبران باسيل”.
 
هجوم معلوف لم يكن يتيماً، بل ترافق مع هجوم “برتقالي” عبر وسائل التواصل الاجتماعي على بو صعب، اعتبر أنه استفاد من “أصوات معلوف والتيار للوصول إلى ما وصل إليه، لينقلب عليهم”. وأخرى اعتبرته أصبح كـ”نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي تلميذاً عند رئيس مجلس النواب نبيه بري”، فيما توعده باقون أنه للمرة الأخيرة سيكون على لوائح التيار، بالإضافة إلى نشر نتائج أصواته التفضيلية في الانتخابات السابقة وتظهره متأخراً عن معلوف.

واللافت أن الردود جاءت من حسابات موثقة وهي تعمل تحت ما يسمى الجيش الإلكتروني للتيار الوطني الحر.
وبهذا يكون بو صعب دخل اسماً جديداً على لائحة النواب في تكتل “لبنان القوي” الذين يتلقون هجوماً من ناشطي التيار ومنصاته المعروفة.
يذكر أن هذه المنصات انشغلت منذ أكثر من أسبوعين بمهاجمة النائب أسعد درغام الذي تمايز أيضاً عن باسيل في عدد من الملفات ومنها ملف انتخابات رئاسة الجمهورية.
 
وبدأت تتضح قضية ما يعرف بلائحة الخمسة في تكتل “لبنان القوي”، المؤلفة من النواب ابرهيم كنعان، آلان عون، أسعد درغام، الياس بو صعب، وسيمون أبو رميا، والتي تكشفت بعد اعتراض أعضائها على عدم السير في مرشح من ضمن التكتل إذا كان يملك حظوظاً وهو ما يرفضه باسيل بالمطلق.
وفي الواقع الراهن، إذا استثنينا نواب الطاشناق، أضحى واضحاً أن هناك نوعاً من تبادل الأدوار ضمن التكتل، فبالإضافة إلى النواب الخمسة يظهر بوضوح أن نواب البقاع الثلاثة شربل مارون، سليم عون، سامر التوم، بالإضافة إلى نائب بيروت إدغار طرابلسي الذين انتخبوا على لوائح “حزب الله” يتجنبون بشكل كبير الدخول في السجالات الأخيرة بين باسيل ونوابه و”حزب الله. وبهذا يمكن تمييز ثلاثة اتجاهات ضمن التكتل الواحد، فهل تشكل هذه الافتراقات بداية تقسيم الكتلة أو تبقى ضمن السقف “الباسيلي”.

المصدر – النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى