“القرار غير مدروس”… السنيورة: هناك خطأ ارتكب
اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة، “ان موضوع “التوقيت” كان خطأ تم اتخاذه وحصل بطريقة أيضاً غير مقبولة، ذلك لأنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان في زيارة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري وفوجئ بطلب بري من الإعلام أن يبقَى ويستمر في نقل الدردشة التي جرت بينه وبين رئيس الحكومة على الهواء، وهذا أمر مستغرب، ولا يجوز أن يحصل”.
وقال: “هذا القرار غير المدروس أدّى إلى هذه الدرجة المفتعلة من التشنّج, ولذلك، فإنَّ ما جرى بعد ذلك من ردود فعل هو أمر غير مقبول على الإطلاق, إذْ أصبح كل طرف يستغله كما يريد وكما يخدم أجندته السياسية من أجل أن يثير فتنةً وانقساماً حاداً في البلاد وكأنّ هناك انقساماً بين اللبنانيين المسلمين من جهة، والمسيحيين من جهة أخرى”.
وأضاف, “هذا الأمر مرفوض ومستغرب, وبالتالي، فإنّه من المعيب أن تصل الأمور إلى هذا الدرك، وأن تتحوّل مسألة صغيرة لها علاقة بالتوقيت لكي تطرح مسائل لها علاقة بالسلم الأهلي والوفاق الوطني, والأمر الغريب والمستهجن أيضاً، أن يقدم عدد من الفرقاء، ومنهم التيار الوطني الحر وبعض الأطراف الأخرى على خطّ التوتير وإثارة النعرات الطائفية من أجل شدّ العصب المسيحي، ولافتعال مشكلة بين المسيحيين والمسلمين, وأمر مستهجن أن تتحوّل مسألة كهذه لتطرح مسألة الوفاق الوطني على بساط البحث”.
وتابع, “هناك خطأ ارتكب، وبالتالي يجب تصحيحه، وهذا الأمر هو الذي دفعني أنا والرئيس تمام سلام أمس إلى الاجتماع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتمنينا عليه أن يصار إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء من أجل أن يصار إلى إقفال هذا الملف فوراً, وكان متفهماً ومبادراً أيضاً، وبالتالي أعلن أنّه سيدعو لعقد جلسة لمجلس الوزراء وهذا ما تم وألغي القرار السابق وتقرر العودة إلى التوقيت الصيفي ابتداءً من مساء الأربعاء الخميس القادم.”
واستكمل, “المشكلة الأساس- كما قال رئيس الحكومة- ليست مسألة توقيت صيفي او توقيت شتوي, هناك مشكلة متمادية في لبنان الآن، وتتعلّق بعدم التمكن من انتخاب رئيس الجمهورية, وبالتالي هذا الأمر يتطلب من الجميع التوصل إلى توافق في هذا الشأن، ولا يمكن أن يتم ذلك عبر تمرير حزب الله مرشحه لكي يصار إلى انتخابه، رغم أنه لا يحظى بالأكثرية ولا أيضاً بالأكثرية اللازمة لعقد جلسة انتخاب الرئيس، كما أنه ليس هناك اكثرية عند الطرف الآخر في هذا الشأن”.
وأشار إلى أنه, “هناك محاولات من أجل تجميد الوضع عند هذين الموقفين وهذا لا يجوز, أعتقد أن هذا الأمر يتطلب تفاهما وبالتالي إدراكاً أن هناك حاجة لأن يأتي رئيس جمهورية يكون فعلياً على مستوى الرئاسة بصفاته ومؤهلاته، فهو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، لكي يتمكّن بدوره وعبر رئيس حكومة من تأليف حكومة تعمل من أجل تحقيق الإصلاح والنهوض”.
وحول ما إذا كان موضوع التوقيتين واجهة للتغطية على أمور أخرى (موضوع الجمارك صفقة سيارات لمسؤولين وصفقة المطار الجديد)، قال السنيورة: “أعتقد أنَّ هناك خلطا بين هذه الأمور الثلاثة، وهي منفصلة، وهي كلّها ما كان يجب أن تحدث، ويجب أن يصار إلى وقفها”.
ولفت إلى أنَّ, “الأول تم توقيفه، والثاني عن تلزيم “ترمينال تو” المبنى الثاني في مطار بيروت، وهو كما علمت، فقد جرى إحالة الأمر إلى ديوان المحاسبة بطلب من رئيس الحكومة، وأيضاً بمعرفة وبطلب من رئيس هيئة الشراء العام, أما في موضوع الجمارك، فأنا أعتقد أنه ليس بهذه البساطة يمكن إخفاء مثل هذه العملية إن كانت صحيحة, ولذلك، أعتقد أنَّ هذا الأمر- وبمجرد أن يصار إلى الإعلان عن هذه المسألة- فإنه يجب اعتباره كإخبار، ويجب على المدعي العام المالي مباشرة والمدعي العام التمييزي أن يحقّقا في هذا الأمر”.
وأضاف,”المشكلة أنّ هناك دولة بالاسم، وفي جانب آخر هناك دويلة تتحكم بأمور الدولة اللبنانية، يترأسها حزب الله، وهي مستمرة في بسط سيطرتها على الدولة اللبنانية”.
وعما اذا كان الرئيس ميقاتي شريكا بموضوع دولة حزب الله، قال السنيورة: “لا أعتقد على الإطلاق”.
وعن اتهام ميقاتي بمواجهة المسيحيين، قال: “نحمله أكثر مما ينبغي، حتى أنّ هذه الأخبار التي نقلت عن لسانه عن عدد المسيحيين وعدد المسلمين صار فيها سوء فهم, وبالتالي هناك من يحاول تحويل الأمور إلى مشكلات طائفية من أجل شد العصب في البلد”.
وتابع, “نحن في لبنان توصلنا إلى اتفاق الطائف، وتوصلنا الى أن نوقف العد، ويجب علينا العودة إلى الدستور وكل هذه المشكلات التي تجري إثارتها ليست سوى محاولة من أجل حرف الاهتمام وتوجيه النقاش نحو الأمور الجانبية لخلق خلاف بين اللبنانيين بدلاً من العمل على معالجة المشكلات الأساسية في جوهرها وليس فقط في مظاهرها.”