محليات

تخوّف إسرائيلي كبير.. “الرّدع الأمني يتزعزع” وهذه علاقة لبنان!

تواترت التقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى أن تنامي رفض الخدمة العسكرية في صفوف الجيش، والانقسام الداخلي في المجتمع، يضعفان الردع بشكل كبير، بدليل عدم الردّ على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة مؤخراً، والهدوء أمام التسلل من لبنان وتنفيذ عملية مجدو، الأمر الذي من شأنه أن يعبّد الطريق لأن تفقد إسرائيل مكانتها التي أوجدتها لنفسها باعتبارها “شرطي المنطقة”.

ليلاخ شوفال، المراسلة العسكرية لصحيفة إسرائيل اليوم، أكدت أنه “في اليوم الذي عُقدت فيه قمة شرم الشيخ قبل أيام قليلة من شهر رمضان، نجح مسلح فلسطيني في تنفيذ هجوم خطير في حوارة، وفي الشهر الماضي خلال قمة العقبة وقع هجوم خطير آخر في حوارة ذاتها، ما سيجعل من شهر رمضان دائمًا فترة أمنية مشددة، لكنه هذه المرة يأتي بعد عام من التصعيد، وقد قُتل وجُرح خلاله عدد كبير من الجانبين، والسلطة الفلسطينية أضعف من أي وقت مضى، وتجد صعوبة بالغة بفرض سيطرتها على مخيمات اللاجئين المليئة بالمسلحين”.

وأضافت في تقرير أنّ “هذه الأحداث جعلت جيش الاحتلال يعمل في جنين ونابلس بشكل متكرر، وأحيانًا في وضح النهار، وعادة ما يكون تحت النار، والأخطر من ذلك أن إسرائيل تستقبل شهر رمضان هذا العام وهي منقسمة وممزقة، وعلى شفا أزمة دستورية عميقة، وربما عشية اندلاع حرب الأشقاء، خاصة عقب إعلان مئات جنود الاحتياط في الأيام الأخيرة أنهم لن يعتزموا حضور الخدمة العسكرية، فيما تبدي قيادة الجيش قلقا حقيقيا بشأن ما يحدث، وخوفا كبيرا من أن يبدأ التردد بالتسلل للجيش النظامي أيضًا”.

من جهته، أكد مائير بن شبات، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، أن “التحديات الأمنية التي تواجه الاحتلال تكثف الحاجة الملحة للتوصل إلى حل متفق عليه ينهي الأزمة الداخلية المحيطة بالتغيرات القانونية، وإلا فسيكون وضعها صعبا جدا من الناحية الأمنية، ومن المشكوك فيه أن تكون لديها القدرة على تخفيف التوتر، أو منع حدوث تفاقم ميداني”.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، أنه “في الوقت الحالي لا مصلحة لإسرائيل بالدخول في جولة قتالية مع قطاع غزة، وهو ما ينطبق أيضاً على الساحة الشمالية بعدما تسلل المسلح من لبنان، ونفذ عملية مجدّو، ولا ينبغي الاستخفاف بهذه الحادثة، ولعل تصريح وزير الحرب بأن الاحتلال سيرد في مكانه، وفي هذه الحالة يجب تفضيل “نوعية الرد” على سرعته”.

وختم: “إنّ أداء المنظومة الأمنية الإسرائيلية وأفعالها هذه الأيام جعلت كلماته غير متناسبة، وفي الوقت نفسه، فإن التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة تزيد من إلحاح الحاجة للتوصل إلى حل متفق عليه ينهي الأزمة الداخلية”.

الخلاصة الإسرائيلية أن الإحجام عن الخدمة العسكرية، والانقسام الداخلي، يضعفان كثيراً الردع ضد أعدائها، بدليل اكتفاء الحكومة بالتهديدات والتصريحات المتشددة فقط عقب عمليات مجدو وحوارة وصواريخ غزة، وهذا السلوك الذي يشعّ بالضعف تتردد أصداؤه جيداً في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ما دفع أعداءها للتنبؤ بأن دولة الاحتلال لن تحتفل بذكرى تأسيسها الثمانين، والتخوف الإسرائيلي أن تفقد الدول قوتها في الردع، والمكانة التي أوجدتها لنفسها، لأن لحظات الضعف هذه ستدفعنا ثمناً باهظاً، وليس فقط في شكل أزمة داخلية ودستورية.

(عربي21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى