محليات

مساعدة وزير الخارجية الاميركي في بيروت.. هل تحمل “خارطة طريق” للحلّ؟ 

وصلت الى بيروت مساعدة وزير الخارجية الاميركي بابرا ليف للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين.

وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تنقل ليف الثوابت السياسية الاميركية تجاه لبنان، وتأكيد حضورها الدائم في مواجهة المتغيرات المتسارعة، لاسيما بعد توقيع الاتفاق السعودي – الايراني وتاثيره على المنطقة.

واشارت المصادر إلى ان في اولويات الديبلوماسية الاميركية التأكيد على اجراء الانتخابات الرئاسية، استنادا إلى نتائج لقاء باريس الخماسي، باسرع وقت ممكن وتاليف حكومة جديدة، تتولى إجراء الاصلاحات اللازمة، مع التأكيد على استمرار دعم الجيش اللبناني ليقوم بالمهمات المنوطة به في حفظ الامن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية.
ورجحت المصادر ان تكرر الديبلوماسية الاميركية موقف بلادها الداعي للالتزام بتنفيذ القرارات الدولية في جنوب لبنان ولاسيما القرار1701.

وكتبت” النهار”: علم ان السفارة الاميركية في بيروت ستنظم للمسؤولة الاميركية لقاءات مع عدد من النواب والاحزاب اللبنانية والجمعيات المدنية، لتكوين صورة شاملة عن الوضع اللبناني والاستحقاق الرئاسي، وبحث التطورات بعد الاتفاق السعودي – الايراني والتقارب السعودي – السوري. علما ان ليف قالت في تشرين الثاني الماضي: «سيتعين على اللبنانيين تحمل المزيد من الالم قبل ان يروا حكومة جديدة»، واضافت «الانهيار والتفكك امران لا مفر منهما قبل الوصول الى ظروف افضل»، ودعت الى ربط لبنان باتفاقات مع صندوق النقد الدولي.

وكتب حورج شاهين في” الجمهورية”: أياّ كانت الظروف المحيطة بجولة ليف على المنطقة يجدر التوقف امام تداعياتها اللبنانية، فهي ممّن توقعوا كثيرا من التطورات السلبية التي شهدتها البلاد قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ دخول البلاد مهلة الايام الستين الفاصلة عن نهاية ولايته، والتي كان من المفترض ان يُصار الى انتخاب الرئيس الخلف فيها. فهي من أطلقت سلسلة تصريحات حادة مُحذّرةً في توقعاتها مما قد يحصل في حال فشل المجلس النيابي من انتخاب رئيس للجمهورية ومقاربة الأزمات النقدية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان على مختلف المستويات.
وللتذكير ببعض مواقفها فقد حذّرت من انّ الفشل في انتخاب الرئيس من شأنه ان “يؤدي بلبنان إلى فراغ سياسي غير مسبوق، ما يُنذر بانهيار الدولة مجتمعياً”. وقالت في اطلالة تلفزيونية انه و”منذ تولّي إدارة بايدن الحكم، شاهدت الإدارة الأميركية تعاقب الأزمات التي صادفت لبنان” وجدّدت قولها مرة أخرة بفارق دقائق بـ”انها لا تهدد الإقتصاد فقط، بل تُنذر بانهيار الدولة”، وعَدّدت بالتفصيل ما “وضعته إدارتها من خطط لمساعدة لبنان إن كان عبر دعم الجيش اللبناني أو عبر تسهيل اتفاقيات الطاقة أو دعم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي”. واستطردت: “لكن كل هذه التدابير لن يكون لها تأثير ما لم ينتخب البرلمان اللبناني رئيساً للجمهورية، وقد فشل في ذلك، ما يترك

لبنان في فراغ سياسي غير مسبوق”. وختمت تحذيراتها بالقول: “هذا الشيء لا نستطيع أن نفعل به شيئاً، فهم عليهم فِعل ذلك”.

وقياساً على المواقف هذه والتي تنم عن مدى فهمها لملف لبنان، تأتي زيارة ليف اليوم في وقت تزداد الشكوك بقدرة لبنان على تنفيذ ما تعهّد به في أكثر من وثيقة وبيان من إصلاحات مطلوبة بإلحاح لترجمة ما قال به الاتفاق الذي وقّع على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي في نيسان العام الماضي، عَدا عن تعثّر الخطوات المطلوبة لترجمة شروط البنك الدولي لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية، وهو امر مُربك جداً ويؤدي في حال استمراره الى مزيد من الانهيارات التي قد تصل الى مرحلة يعجز فيها الداخل والخارج عن وقف تداعياتها النازفة في جسد الوطن ومؤسساته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى