وفد خليجي زار “حزب الله”.. هل يسحب عناصره وعتاده من اليمن وسوريا قريبًا ؟
جاء في “”عربي بوست””:
كشفت مصادر خاصة لـ”عربي بوست” عن زيارة وفدين خليجييْن قبل أيام قليلة إلى لبنان؛ حيث التقيا بشكل منفصل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وناقش أحدهما سحباً مباشراً لعناصر الحزب وعتاده في اليمن، في حين بحث الآخر الملف الداخلي اللبناني، لا سيما بما يتعلق باختيار رئيس جديد للبلاد.
الوفد الأول قام بزيارة إلى بيروت قبل أيام، وهو من دولة خليجية، وصفها مصدر دبلوماسي عربي رفيع لـ”عربي بوست”، بأنها “دولة تنشط على خط الوساطات الإقليمية”، والتقت نصر الله في اجتماع امتد لساعات عدة، وناقشت معه ما يتعلق بملفَّي اليمن وسوريا.
بحسب المصدر، فإن الوفد ناقش مع نصر الله انسحاباً مباشراً لعناصر حزب الله وعتاده من اليمن، وسحب الصواريخ وفرق التدريب والتجهيز اللوجيستي باتجاه سوريا ولبنان، بما يتوافق مع الاتفاق السعودي – الإيراني.
وناقش الجانبان ضرورة بدء عمليات تفكيك الحواجز والمعسكرات لحزب الله في اليمن، وإعادة فتح الطرق بين المحافظات، وترتيب مخرجات الاتفاق الإيراني-السعودي على المستويات الميدانية.
أشار المصدر كذلك إلى أن نصر الله وقيادة “حزب الله” أبديا رغبة في الاستجابة لمساعي حل الأزمة اليمنية، وأنه جرى الحديث عن تسهيلات مباشرة لتحقيق ذلك، إلى جانب تشجيع المسار السياسي المتعلق بالاتفاق بين الرياض وطهران.
وكانت السعودية وإيران أعلنتا، الجمعة 10 مارس/آذار 2023، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين.
رفض مغادرة سوريا
كشف المصدر أيضاً عن أن الجلسة شهدت نقاشاً معمقاً للملف السوري، وبحث إمكانية دفع الحوار بين دمشق وأنقرة، لما فيه من مصلحة لكل الأطراف الموجودة في سوريا.
وتطرق اللقاء إلى الدفع باتجاه ترتيبات انسحاب مجموعات موالية لحزب الله وإيران من بعض المناطق السورية، لتشجيع الأطراف العربية على الانفتاح على الأسد والنظام، إلا أن نصر الله لم يبدِ حماسةً مع هذا المطلب.
جاء هذا المطلب بحسب ورقة الشروط العربية التي سمعها الأسد من المسؤولين العرب الذين زاروه وشجعوه على خطوات إيجابية باتجاه الدول العربية وتركيا، بحسب المصدر ذاته.
عن موقف نصر الله من هذا الطلب، قال المصدر الدبلوماسي إنه شدد لضيوفه على أن الحزب وكل أطراف “محور الممانعة” متواجدون في سوريا “بناء على طلب القيادة السورية، ووجودهم ينتفي مع أي طلب رسمي بالانسحاب، مع الأخذ بعين الاعتبار مراعاة هواجس حزب الله، وضمانات يعرفها الجميع، في مقدمتها بقاء خط الإمداد الخلفي الذي لا يساوم الحزب عليه في أي مستقبل للحوار على الحل السوري”.
وللحزب طريق بري في سوريا، يصل إيران بلبنان، ويحصل من خلاله الحزب على إمدادات عن طريقه، وهو طريق التنف مروراً بسوريا عبر القصير والقلمون.
وفد ثانٍ يناقش الرئاسة اللبنانية
الوفد الثاني من دولة خليجية أخرى، وصل إلى بيروت في إطار متابعة المهام المتعلقة باجتماعات باريس الخماسية، واللقاءات الثنائية بين الأطراف الإقليمية حول الملف اللبناني.
جاء ذلك بحسب مصدر حكومي لبناني مطلع على هدف الزيارة، طلب عدم الكشف عن اسمه، موضحاً أن الجولة في بيروت التي أجراها الوفد من دولة خليجية عربية، تحمل معها ورقة نقاش جدية حول ما وصلت إليه الكتل البرلمانية والقوى السياسية من خلاصات، حيال مواصفات وأسماء مقترحة لرئاستي الجمهورية والحكومة.
سبق أن استضافت العاصمة الفرنسية باريس اجتماعاً خماسياً ضم الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر والسعودية، وتناول الملف اللبناني – الرئاسي، في ظل استمرار الشغور الرئاسي منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، ومخاطر الفراغ وتأثيره حكومياً وتشريعياً.
عن اللقاءات التي أجراها الوفد، قال المصدر إنه التقى قوى سياسية على رأسها حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وقوى مسيحية وسُنية.
كما التقى الوفد أيضاً نواباً وشخصيات مرشحة لرئاستي الحكومة والجمهورية، وأجرى مع الجميع مناقشات حول مرشحيهم للرئاسة ورئاسة الحكومة.
من مخرجات هذه اللقاءات، بحسب المصدر ذاته، أن حزب الله وحركة أمل متمسكة حتى اللحظة بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حتى النهاية، مع فتح الباب لدى بعض تلك الأطراف أمام القبول بصيغ توافقية وضمانات سياسية واقتصادية.
أما عن التيار الوطني الحر وبعض الشخصيات المحسوبة عليه، فهي لا تزال ترفض وصول فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون إلى الرئاسة، كونهما لا يحظيان بثقة التيار ومواصفات الورقة الرئاسية بالنسبة لهم.
مع فتح المجال أمام القبول بشخصيات جرى إيداع اسمها لدى البطريرك ماربشارة بطرس الراعي، وعلى رأسهم الوزيران السابقان جهاد أزعور وزياد بارود والنائب ناجي البستاني، ويمكن أن يتقاطع الرأي مع وليد جنبلاط على اسم بيار الضاهر.
أما عن النواب السنة الذين التقاهم الوفد، فهم لا يزالون يدرسون خيارهم بشأن مرشح الرئاسة، وهم يفضلون فرنجية إذا حظي برضى عربي-دولي، ويعولون على انعكاسات الاتفاق السعودي-الإيراني على لبنان للذهاب نحو مقايضة بين رئاستَي الحكومة والجمهورية.
أما القوى المسيحية والمعارضة، فمتمسكون بخيار رفض أي رئيس متحالف مع حزب الله، وتحديداً فرنجية، وليس لديهم تحفُّظ على قائد الجيش جوزيف عون أو جهاد أزعور أو النائب نعمة افرام.
اجتماع باريس المقبل
اعتبر المصدر أن هذه المخرجات التي توصل إليها الوفد الخليجي، ستكون محطة نقاش في اجتماع خماسي مرتقب في باريس نهاية الشهر الجاري، في ظل تأكيد معظم الأطراف على تبنيها الشروط المتعلقة بمواصفات الرئيس الذي لا يشكل انتخابه غلبة فريق على آخر.
في سياق متصل، أشار مصدر دبلوماسي غربي لـ”عربي بوست” إلى أنه عُقد اجتماع بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري مع المستشار في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل والسفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، في باريس، بناء على طلب سعودي.
وفقاً للمصدر، فإن هدف الاجتماع هو “إعادة احترام” ما اتفق عليه في اللقاء الأول في 6 فبراير/شباط 2023 بين الدول الخمس، وإعادة ترتيب الأولويات وتحديدها بشكل واضح، لجهة الالتزام بمواصفات معينة للرئاسة لرئاستَي الجمهورية والحكومة.
المصدر : “عربي بوست”