محليات

هل زال خطر الزلازل والهزات عن لبنان؟ خبير جيولوجي يكشف

أكثر من شهر مرّ على الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا ليل 6 شباط الماضي بقوة 7.6 درجات على مقياس ريختر والذي ارتفع عدد القتلى فيه إلى أكثر من 54 ألفا في البلدين وإلى إصابة أكثر من 115 ألف شخص وتشريد الملايين.

ويشهد البلدان بشكل شبه يومي هزات ارتدادية تضرب مناطق مختلفة لا تتعدى قوتها الـ 4 درجات. 

وعلى الرغم من مرور الوقت لا يزال اللبنانيون يشعرون بالخوف لاسيما بعدما شعروا بالزلزال المدمر في 6 شباط وبعدد من الهزات التي تلته وأصابهم الذعر بعد توقعات بحصول هزات مدمرة في لبنان وقد زادت توقعات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس التي تُثير جدلا واسعا في كافة أنحاء العالم الطين بلة مع تغريداته شبه اليومية والتي يُشير فيها إلى حصول أنشطة زلزالية في تواريخ معينة وآخرها ما توقعه عن حصول نشاط زلزالي كبير بين 16 و19 آذار الجاري. 

وقد لاحظ اللبنانيون مؤخرا ان الهزات الارتدادية خفت في لبنان فهل يمكن القول ان خطر الهزات قد زال؟ وما حقيقة ارتباط الزلازل باصطفاف حركة الكواكب التي يسوّقها ويرتكز عليها العالم الهولندي الشهير؟  

الخبير الجيولوجي البروفيسور ويلسون رزق يوضح ان لبنان يعيش ضمن 3 فوالق أساسية، 2 منهما بريّان في حين ان الثالث بحري وهي تتحرّك باستمرار قبل زلزال تركيا وبعده، وتولّد بشكل دائم هزات أرضية خفيفة لا نشعر بها غالباً”. ولفت رزق إلى ان “لبنان شعر بهزات أرضيّة ارتدادية لنحو 3 أسابيع تقريبا إثر الزلازل العنيفة التي شهدتها تركيا وسوريا وبالتالي هذا الأمر طبيعي جداً والأرض عادت إلى طبيعتها”، مضيفا: “يمكن القول الآن ان لبنان أصبح خارج الخطر الزلزالي.

وشدد رزق على ان “الهزات التي يشهدها لبنان ليست خطيرة وهي عادية جداً وبالتالي لم يكن من داعٍ للهلع وكل التوقعات التي انتشرت في الفترة الأخيرة كانت مجرد تهويل وافتراءات”. 

وعن توقعات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس والعلاقة بين الزلازل واصطفاف حركة الكواكب، يؤكد رزق بأن لا علاقة بتاتاً بين هذين الأمرين”، وقال: ” انا لا اعتبر هوغربيتس خبيراً بل هو يستغل الظرف وخوف الناس للقيام ببروباغندا لنفسه وادعو الجميع لالغاء متابعته”.

وشدد على انه “لا يمكن توقع الزلزال قبل أيام”، قائلاً: “لا أحد يمكنه ذلك وحتى الأقمار الاصطناعية تتوقع الزلازل قبل نصف ساعة أو ساعة على أبعد تقدير”. 

ولفت رزق إلى ان “الهزات شبه اليومية التي تحصل في تركيا طبيعية فهي أصلا تقع في منطقة زلزالية نشطة للغاية بسبب الحركات المعقدة بين 4 صفائح تكتونية وهي تتحرّك باستمرار”. 

أما عن خطر السدود والزلازل، فيوضح رزق وهو كان قد أصدر سابقا تقريرا يتناول خطر السدود في لبنان انه “من غير المستحسن إنشاء سدود لأنه في حال تحرّك الصفائح ووقوع زلزال ستنهار وبالتالي هي تشكل خطرا في حال انهيارها على السلامة العامة”.

وأخيراً لا بد من التذكير ان لبنان يقع ضمن فالقين جيولوجيّين أساسيّين يعبُرانه من الشمال نحو الجنوب، شرقاً فالق اليمونة الذي يمرّ في سهل البقاع بمحاذاة سلسلة لبنان الغربيّة، ومن جهة الغرب الفالق البحري الذي يمرّ بمحاذاة الشاطئ اللبناني، وتتفرع عنهما فوالق جانبية عدّة تنتشر في الأراضي المحصورة بينهما، من بينها فالق روم. ونتيجة هذه الفوالق وتحرّكها، يكون لبنان سنوياً مسرحاً لهزاتٍ أرضيّة تندرج قوّتها بين 3 و5.6 درجات على مقياس ريختر وينتج عنها تحرّك في طبقات الأرض يبلغ مداها نحو 5 ملمترات سنوياً عمودياً وأفقيّاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى