محليات

القوات: هذه وقاحة لا صحافة!

صدر عن جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية البيان التالي:

الاطباق على الموضوعية والمهنيّة تجسّد في مقال الصحافي طارق ترشيشي “الاطباق المسيحي على فرنجية سقط في مهده” ضمن صحيفة “الجمهورية” اليوم الأربعاء، حيثُ نُسِفَ كلّ منطق وغابت شتّى واقعة وأُسقِطت جُلّ حقيقة.

– أوّلًا، إنّ إشارة السيد ترشيشي بأنّ “القوّات” خاضت الانتخابات النيابية بوجه الوزير السابق سليمان فرنجية مستخدمةً خطابًا طائفيًّا ومذهبيًّا وأموالًا طائلة، هو كلام باطل جملةً وتفصيلًا، لأنّه ومن جهة أولى، “القوّات اللبنانيّة” كانت تخوض معركة وطنية في كلّ الدوائر الانتخابية ضد كلّ مَن وقف بوجه مشروع الدولة وليس ضد شخصٍ بعينه أو تيّار مناطقي أو في دائرة حصرًا، ومن جهّة ثانية، “القوّات” لم تستخدم البتّة أيّ لغة لا طائفيّة ولا مذهبيّة ولا مناطقيّة ولا فئويّة وحتمًا لم تلجأ إلى وسيلة المال، فمن أين أتى حضرة الكاتب ترشيشي بتُهمه؟

أين هي معطياته؟

لِمَ لم يأتِ على ذكر الخطابات التي تُثبت ادّعاءاته؟

أين اختفت المهنيّة التي تُوجب عليه تعداد الدلائل؟

إنّها ببساطة تزوير بتزوير ولا شيء غيره.

– ثانيًا، ذكر السيد ترشيشي بعض الأرقام الانتخابية لمحاولة تظهير وضعيّة مرشّح الممانعة بشكل متين شعبيًّا، لكن فاتته بعض الحقائق فوقع في انتقائيّة فاضحة؛ فقد اعتبر أنّ فرنجية كان بحاجة إلى ثلاثة آلاف صوت فقط ليحصد مقعدًا نيابيًّا ثالثًا في دائرة الشمال الثالثة، في حين أنّ هذه المقاربة ولو طُبّقت على “القوّات” مثلًا، لاستطعنا القول أنّ لائحتها كانت تحتاج 1500 صوتًا لتحصد المقعد الرابع، فهل فاته ذلك أو ماذا؟

وهل تناسى أنّ حاصليّ لائحة “المردة” قد تمّ تأمينهما بفعل التحالف مع شخصيات مناطقيّة كما جرّاء تجيير الأصوات من قبل الثنائي الشيعي لصالحها، بينما حقّقت لائحة “القوّات” أرقامها بقوّتها الذاتية الصافية؟

وهل فاته أنّ فرنجية اعترف نفسه بالهزيمة الانتخابية، نتيجة تراجعه في كلّ من أقضي الشمال الأربعة وعلى الخصوص في زغرتا؟

– ثالثًا، إنّ قول السيد ترشيشي بأنّ “فرنجية يتربّع على غالبية وطنية مطلقة استنادًا على موقف جعجع الداعي لتعطيل جلسة انتخابه”، يُثير الاستغراب؛ فأين كان ترشيشي عندما طالب الدكتور جعجع على مدى أربعة أشهر بوجوب عقد جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية وكان فرنجية ومحوره السياسي يمارسان التعطيل؟

وهل المطلوب السّير وفق بوصلة حارة حريك ومعاييرها الملتوية للتعطيل بعد اجهاضها الحركة المتنامية لمرشّح المعارضة النائب ميشال معوض عبر تطيير الجلسات الانتخابية؟

وهل فات السيد ترشيشي الأرقام التي عرضتها “الدولية للمعلومات” حول الانتخابات والتي أظهرت نيل تيار “المرده” ٣،٤٠٪؜ من أصوات المقترعين المسيحيين المقيمين مقابل ٣٠،٨٪؜ لـ”القوّات”، ونيل “المرده” ٥٤٨٩ من أصوات المسلمين السنّة أكثريّتهم الساحقة بقرار من الثنائي الشيعي مقابل ١١٨٣٥ صوتًا من الناخبين المسلمين المؤيّدين لـ”القوّات”؟

فعَن أيّ إجماع وطني يتحدّث؟

وإن كان هذا التأييد الشامل لمرشّح الممانعة متوفّرًا لمَ لا تتمّ الدعوة لجلسة انتخابه؟

– رابعًا، وفي فبركة واضحة فاضحة ومُعيبة، كتب ترشيشي أنّ “جعجع وضع شرطًا على باسيل… ليقترع إمّا له شخصيًّا أو لميشال معوض…”؛ فمن أين جاء ترشيشي بهذه المعلومة الكاذبة الملفّقة التي تؤكّد أنّ كاتبها أبعد ما يكون عن العمل الصّحافي السّليم؟

– خامسًا، إنّ كلام ترشيشي عن أنّ “السير مع جعجع فيه كثير من المحاذرة، خشية من إتمام صفقة مع فرنجية ورمي المستقلّين المسيحيين على قارعة الطريق”، فيه من التجنّي الكثير، لأنّ الحكيم لم يُبدّل يومًا من قناعاته، وإن كان المقصود اتفاق معراب، فهو قد ارتكز على مبادئ سيادية وقد تمّ بعد أن حمّل الجميع “القوّات” مسؤوليّة بلوغ “المؤتمر التأسيسي والمثالثة” كما يشتهي ح ز ب ال له، في حال واصل الدكتور جعجع ترشيحه، عدا عن أنّ معظم حلفاءه عقدوا تفاهمات مع قوى الممانعة وحصروا هويّة الرئيس بهذا الفريق، وهو ما لم ولن تقبل به “القوّات” اليوم، خاصّةً بعد حصولها على التأييد المسيحي الأوّل في حين كان سابقًا بعهدة “الوطني الحر”.

أخيرًا، ومع مواصلة الاستهداف الممنهج والمُعلّب لـ”القوّات اللبنانيّة” بسبب مواجهتها لمنظومة الانهيار في شقّيها “المسلّح” و”الفاسد”، لا بدّ من لفت انتباه مَن يدّعي العمل الصّحفي بأنّ في تزوير الحقائق وتغييب الوقائع وفبركة الخدائع وتشويه المواقف، اعتداء على أبسط قواعد الموضوعيّة والمهنيّة وارتداء للوقاحة لا الصحافة.​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى