محليات

غريب: لتتحد كل السواعد ولتعمل انتصاراً لروح انتفاضة 17 تشرين

نظم الحزب الشيوعي اللبناني اليوم، تظاهرة شعبية حاشدة، تحت عنوان “لا خيار الا بالمواجهة”، انطلقت من أمام مصرف لبنان وصولا الى المجلس النيابي، بمشاركة الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامة سعد وعدد من القوى والشخصيات والهيئات السياسية والنقابية والشعبية والقطاعية وحشد كبير من المواطنين ومن المناطق اللبنانية. كما انضم للتظاهرة عند وصولها الى مدخل المجلس النيابي النائبان الدكتورة نجاة صليبا والنقيب ملحم خلف.

وقد وجه النائب سعد تحية للمشاركين في التظاهرة، اكد فيها “ضرورة إطلاق جبهة سياسية تخوض الصراع في البلد، في مواجهة المنظومة الحاكمة والمتحكمة بمصير الشعب، الذي يئن تحت ضغط اقتصادي ومالي غير مسبوق، ومن سياسات تقوم بها منظومة الطوائف ورأس المال، محملا اياه تداعيات هذا الوضع المتجه نحو المزيد من التفاقم”.

غريب

وألقى الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة حيا فيها المشاركين “وقد جئتم من كل لبنان ولكل لبنان، هكذا كنتم وهكذا ستبقون، طليعة مقدامة مقاومة وطنية شعبية كما كانت للتحرير فستبقى ايضا للتغيير الحقيقي”.

وقال: “لسنا بحاجة لتوصيف وضعنا الكارثي في لبنان. كلنا نعرفه. لم يبق أحد في العالم الا ويعرفه. أصبحنا مثلا لكل شعوب الأرض في ما اصابنا من بلاء. الشعب اللبناني يتعرض لحرب إبادة بآلة قتل اسمها نظام سياسي طائفي تبعي، على رأسه زمرة سياسية مجرمة مكونة من تحالف سلطوي– مالي متفنن في استخدام كل وسائل النهب والافقار والتهجير والقتل. هو اليوم مسؤول عن كل عمليات الانتحار. هو السبب. هو الدافع لليأس والأحباط والتخويف. هو وراء هذا الانهيار الفظيع لمعظم وظائف الدولة ومؤسساتها. هو وراء تفكك نظم الخدمات العامة للدولة، من كهرباء ومياه ونقل وصحة وتعليم وسكن. اطرافه جميعا شركاء كانوا وما زالوا في نظام المحاصصة الطائفية متمسكين وهم مسؤولون عن هذه الجرائم من صغيرهم الى كبيرهم، متوافقين على التهرب من تحمل المسؤولية، وتحميل تبعات فشل سياساتهم لهذا الشعب، للعمال والأجراء والموظفين، مدنيين وعسكريين وأساتذة ومعلمين ومتقاعدين ومتعاقدين، ومعهم الطبقة الوسطى وكل من يأكل من عرق جبينه.
خلافاتها محصورة في تفاصيل صيغة التسوية الطائفية الجديدة وكيفية توزيع الحصص في ما بينهم. خطاب شد العصب الطائفي يجمعهم. تصوير الصراع صراعا طائفيا لاعادة انتاج تسوية طائفية جديدة في ما بينهم، يجمعهم. ابقاء لبنان أسير دوامة الازمات التي لا تلبث ان تعود وتنفجر من جديد، يجمعهم”.

أضاف: “تظاهرتنا اليوم، هي صرخة غضب مدوية: لن ننتحر، وسنواجهكم أينما كنتم، وستدفعون انتم الثمن. تظاهرتنا بداية، خطوة أولى سيتبعها خطوات في سياق مواجهة مفتوحة ضد مشاريعهم السياسية الطائفية، من الفدرالية للمثالثة للامركزية المالية والسياسية الموسعة ولأي تعديل رجعي للطائف. تظاهرتنا هي لتحذير الشعب اللبناني من مخاطر هذه المشاريع التي جعلت من لبنان حقل تجارب وأسير دوامة الازمات، التي لا تلبث ان تعود وتنفجر من جديد. كل مشاريعهم، لم تبن دولة تؤمن الحياة الحرة الكريمة، فرخت دويلات طائفية مذهبية مولدة للأزمات والحروب والانهيارات ولهذا الخراب الذي نعيش”.

وتابع: “نتظاهر اليوم في الشارع لنعلن لشعبنا عن مشروعنا البديل، المشروع الذي أعلنته انتفاضة 17 تشرين الوطنية والشعبية: دولة علمانية، دولة مواطنة مدنية ولاطائفية، دولة ديمقراطية وعدالة اجتماعية، دولة قادرة على تحرير ارضها المحتلة من العدو الصهيوني وعلى حماية ثروتها النفطية والغازية، دولة لا تطلق سراح العملاء ولا تفرط بحقوق لبنان ولا تتنازل عن الخط 29 ولا تطبع مع الكيان الصهيوني ولا تعترف به في معاهدة دولية، وتقول انتصرنا”.

وأردف: “نعم مواجهتنا مواجهة شاملة بالقضية الوطنية وضد كل أنواع التدخلات والوصايات والضغوط الخارجية: بالمال العام المنهوب والمهرب للخارج، بجريمة انفجار المرفأ، بالرواتب والأجور، بالمعاش التقاعدي، بالودائع الصغيرة، بتعويضات الصناديق الضامنة، بنظام ضريبي تصاعدي، واجهنا ونواجه.
من يريد تغطية صحية شاملة، تعليما نوعيا مجانيا، جامعة وطنية، كهرباء، مياها، نقلا مشتركا وسكنا، عليه ان يواجه. من يريد ان يعمل، وينال حقوقه، ولا يقبل لا منة ولا حسنة من أحد: لا خيار له الا ان يواجه.
مواجهتنا شاملة: في الوعي والرؤية والسياسة والاقتصاد والاعلام وكل مجالات العمل: في القطاعات والمناطق والمؤسسات الرسمية والخاصة، في المدن والقرى والساحات، بالاضراب والاعتصام والتظاهر، وبكل الاشكال وأساليب المواجهة الكفيلة بوضع حد نهائي لمسلسل الاجرام السلطوي المتمادي واعتداءاته على كرامات اللبنانيين وحقوقهم الانسانية”.

وختم غريب: “كل التحية لانتفاضة القطاع العام المستمرة منذ شهرين، ولكل الاتحادات واللجان النقابية العمالية والمهنية المستقلة التي تعتصم وتتحرك في الشوارع. تظاهرتنا، هي تظاهرة دعم وتأييد لهؤلاء جميعا. تعبير عن إرادة صلبة مصممة على ولادة بديل وطني من رحم كل هذه المعارك، بديل تشارك في انتاجه أوسع القوى الوطنية والديمقراطية والفئات الاجتماعية والنقابية والثقافية والإعلامية والنسائية والطلابية التواقة للتغيير.
تظاهرتنا: نداء نطلقه اليوم من خلالها الى هؤلاء جميعا: “لتتحد كل السواعد، ولتعمل معا على امتداد مساحة الوطن، في كل المناطق والقطاعات، من أجل قيامة هذا البديل الوطني وفق برنامج مشترك، انتصارا لروح انتفاضة 17 تشرين الوطنية والشعبية وتحقيقا لأهدافها في التغيير وتوفير الحياة الحرة الكريمة.
فالى الأمام، يدا بيد، لبناء هذا البديل القادر على خوض الصراع المفتوح ضد هذه السلطة ونظامها، ولمنعها من اجراء أي تسوية طائفية جديدة بين اطرافها، بديل يفرض نفسه طرفا أساسيا في تصويب بوصلة الصراع باتجاه الإنقاذ والتغيير الحقيقي، فبالتغيير نتحرر، ونحفظ انجاز التحرير وتضحيات الشهداء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى