محليات

 “أبعد من الرئاسة بكثير”.. عودة العلاقات بين الرياض وطهران: الفضائح ستخرج الى العلن!

يتصدّر المشهد السياسي العالمي، عودة العلاقات بين المملكة السعودية العربية والجمهورية الاسلامية في ايران وسط ترحيب عالمي واسع، اثر مفاوضات استضافتها الصين، بعد تدهور العلاقات منذ العام 2016، اذ يترقّب الجميع تأثيرات استئناف العلاقات على منطقة الشرق الاوسط، وما اذا كان سيأتي بحلول للملفات المعلقة وفي المقدمة حرب اليمن وسوريا، اذ من المتوقّع ان يؤدّي هذا الاتفاق الى اتفاقيات أخرى في المنطقة.
هو اعلان له أبعاد كثيرة، نال ترحيباً من قبل الولايات المتحدة، وزرع الرعب في ذهن الاسرائيلي المتخوّف على مسار رحلته في التطبيع مع الرياض.

ولا بد ان يكون للبنان ايضاً حصته من التأثيرات لهذا التطور الكبير، الذي قلب جميع الموازنات والمعادلات في الداخل اللبناني.

وفي هذا السياق كشف المستشار في القانون الدولي والفيزياء النووية الدكتور هادي دلول ان موضوع استئناف العلاقات بين الرياض وطهران تم العمل عليه منذ اكثر من 4 سنوات كي يتأثر بالعديد من العوامل ويتأجل الى يومنا هذا، اذ ان كان هناك سباق من اجل الوصول الى الرياض اولاً، فالإسرائيلي كان يريد ان يصل الى الرياض اولاً كي يقطع الطريق على الاميركي الذي يسعى الى مصلحته الاولى وهي الاستثمار حتى وان كانت على حساب الاستعمار، والاسرائيليون ان دخلوا الى مكّة فسيفعلوا ألعن ممّا فعلوه في القدس في عملية الحفر. ومن هذا الباب كان على ايران خلق معاهدة هرمز للسلام (مبادرة للسلام والأمن في منطقة الخليج) واستغلال الخلافات الموجودة وشدّ العرب من اجل ان يجلسوا على طاولة واحدة وحل جميع المشاكل المعلّقة ومن ضمنها حرب اليمن.
وفي البداية كان هناك رفض سعودي لهذا الأمر لمسه دلّول في لقاءاته مع مسؤولين سعوديين، الذين سرعان ما تبدّل موقفهم منذ نحو ثلاثة أشهر.

وتمنى دلول في حديث مع موقع LebanonOn الّا يقتصر هذا الاتفاق على السعودية فقط بل ان ينسحب على البحرين والامارات والكويت وقطر وان تعود الأسرة المسلمة، مؤكداً ان شرط ايران الوحيد هو الجلوس على طاولة واحدة من دون “غريب” ولا اوروبي، والمشكلة الايرانية اليوم ليست ابداً مع اميركا بل مع كل من يحاول ان يدعم الصهيوني.
ولفت دلّول الى ان الاسرائيلي قد يستشعر ان موضوع علاقته مع السعودية بدأ ينزلق من بين يديه، ويلجأ الى كشف اوراق السعودية من اجل تشويه صورتها امام المسلمين، ولذلك علينا ان ننتظر كي نرى ماذا في جعبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

واعتبر دلّول ان الصراع على النفط له دوره في كل ما يجري في العالم، فان مصلحة الاميركي هي ان تقع المصالحة والتهدئة من اجل ان يستخرج نفطه بأمان، ومصلحته ايضاً ان يكون لبنان بأمان ولكن بشرط ان تكون الاستثمارات على النفط في لبنان لشركات اميركية، والا تسابقه “غازبروم” الروسية على النفط اللبناني. واستذكر دلّول ما قاله كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكستين لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عن استعداد الولايات المتحدة انشاء محطة كهرباء للبنان، وهو تصريح كشف النقاب عن الكثير وفتح الابواب الاميركية تجاه لبنان.
كما ويرى دلّول ان استئناف العلاقات بين الرياض وطهران سيكون له نتائج ملموسة تجاه لبنان تذهب أبعد من الاستحقاق الرئاسي، الذي ارتفعت فيه حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد الاتفاق.

اذ يعتبر دلّول ان السفيرة الاميركية الجديدة التي ستعيّن للبنان ستغير السياسة كاملة تجاه لبنان، وان الرئيس سعد الحريري سيعود وسيلمّ الشارع السني، ستسترجع السفارة السعودية قوتها في بيروت التي ستتصالح مع محور المقاومة، وستنطلق دورة جديدة للبنان، وعندها سيجنّ الاسرائيلي، لأنه سيكون فاقداً لأدواته.

ويقول دلول ان على من يعيش في غابة ان يدرس ظروف الحيوانات المتوحشة التي يعيش معها، من هذا المنطلق علينا ان ندرس ظروف “الحيوانات البشرية” الموجودة في اوروبا قبل محاربتهم، واعتبر ان قوة اسرائيل ليست في جيش الدفاع ولا بالموساد ولا بالسلاح النووي اذا كانت تمتلكه، بل قوّتها بسيطرتها على مجلس الأمن وعلى الامم المتحدة لمدة 70 عام، وعند فقدانها لهذه السيطرة سيبدأ انهيارها.

ويترقب دلول خطوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التالية بعد انتهاء حرب روسيا واوكرانيا، اذ يرى انه سيتجه نحو لبنان وسوريا، لذلك سيكون عليه حتماً التخلص من اسرائيل. ومن هنا يُفتح المزاد في لبنان ويبدأ السباق بين الروسي والاميركي من اجل الحصول على استثمارات اكبر في لبنان. ويخطّط الأميركي في حال رفض البعض في محور المقاومة وجود الاستثمارات الاميركية او الروسية في لبنان، ان يتجه نحو القيام بمؤتمر صحفي يعلن فيه استعداده لاعادة سعر الصرف اللبناني مقابل الدولار الى الـ 1500 ليرة، اضافةً الى عمله من اجل اعادة اموال المودعين، وذلك مقابل ان تكون شركة نوبل الاميركية المستثمر الوحيد للبتروكيميائيات في لبنان، كما انها مستعدة لتسليم اسرائيل الى محور المقاومة، فأميركا قادرة على ادخال الدولار الى السوق اللبناني مقابل استثمارها في النفط، وقادرة على اعادة اموال المودعين بشطبة قلم، وعندها ينتهي دور اللصوص، وتحرق اميركا اوراقهم، مثلما احرقتها عندما فشل مشروعها في افغانستان وفي العراق فأحرقت صدام، لذلك ستحرق كل اوراق مشروعها القديم، كي تدخل بوجه جديد.

وأكد دلّول ان من يقف وراء تفجير مرفأ بيروت واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سينكشف وستخرج الفضائح الى العلن، بعد استواء الطبخة، وسيهرول المجرمون الى خارج لبنان، بأمر من شركات التأمين التي تحميهم وتمولّهم من الخارج، قبل ان تطالهم المحاسبة، وعندها يبدأ عهد جديد للبنان ومرحلة جديدة من المعارضة.

الا اذا اضطر الاسرائيلي بعد فقدانه لأدواته ان يكلّف المسؤولين الذين يشغّلهم في لبنان بالخفى بأعمال أمنيّة حادّة، ويهدّدهم اما بالتنفيذ او بفضح علاقته وتعامله معهم طول السنين الماضية.

لذلك الحرب المباشرة مع اسرائيل غير واردة أبداً انما الخوف في المرحلة القادمة هو من عمليات امنية من دون بصمات، لذلك يعوّل دلّول على قدسيّة غرفة العمليات المشتركة بين الأجهزة الأمنية في لبنان، الذي تحاول بعض الجهات اشلالها من اجل خلق شرعية لسلاحها في مناطقها، تحت شعار الفيدرالية، وتخرج الأمور عن السيطرة كما حصل في حرب 1975.

تريزا فخري – LebanonOn

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى