لبنان يدفع ثمن صراعات الاقليم فهل يقبض بدل تفاهماته؟
جاء في “المركزية”:
في وقت يبدو لبنان متروكا لأقداره، يصارع الموت مع طبقة متسلطة تتحكم بمساره غير عابئة بمصيره وحياة ابنائه التي تحولت الى جحيم، يلاحظ ثمة تفاؤل حذر على الخط الخارجي يتمثل في الحراك الجاري على مستوى المنطقة، وهو يتسارع على أكثر من خط ومحور ويشي بوجود نيات جدية لإخماد بعض الحرائق، وتبريد بعض الجبهات المشتعلة على مدى سنوات طويلة، بدءا بملف اليمن والهدنة التي بدأ سريانها وترافقت مع اعلان السعودية عن وديعة بمليار دولار، الى الملف السوري والانفتاح العربي غير المسبوق في سنوات الازمة، وتزامنه وليونة اوروبية وعربية تجاه دمشق تمثلت بتوجه برلمانيين ووزراء عرب نحو سوريا. اضافة إلى زيارة مفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد فجأة لعمان وبعده وزير الخارجية الايرانية امير عبد اللهيان، ثم الملف النووي الايراني يقارب بجدية ووتيرة متسارعة في الغرف المغلقة. كل ذلك يبدو كأنه يسلك مسارا ايجابيا ليس على الدول المعنية به بل على كل دول المنطقة ولبنان جزء منها ولا بد ان تلفحه هذه الايجابيات.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ”المركزية”: “لا شك في ان الواقع الجديد المتصل بالوضع اليمني هو مؤشر مبدئي على وجود الحوار السعودي – الايراني، لكن من المبكر القول انه شمل ملفات اخرى مثل لبنان وسواه. اذا ما انتج هذا الحوار حلحلة على المستوى اليمني فمن البديهي ان يتوسع ليطال قضايا اخرى عالقة. علما ان تناول الوضع اللبناني يعني البحث في امر حزب الله والخوض فيه ليس سهلا بالنسبة الى ايران التي ترى في الحزب الانجاز الاهم للثورة وتصديرها. طهران قد تفاوض على جزء من ورقة حزب الله ولكن ليس على كامل الورقة. اضافة الى ان حل الازمة اللبنانية يحتاج الى توافق سعودي – ايراني – اميركي غيرمتوافر اليوم وهو ما تعكسه مواقف القوى المحلية المرتبطة بغالبيتها بهذه الدول أو المحاور. من هنا القول ان افق الملف الرئاسي ما يزال مقفلا الى مدى غير قريب.
اما الاستدارة العربية نحو سوريا فلا علاقة لها بالواقع اللبناني اطلاقا وهي جاءت نتيجة قناعة اقليمية ودولية بالعجز عن خلق قوة جدية تقف بوجه النظام وتاليا عدم جواز استمرار الوضع على ما هو عليه وضروة ايجاد حد ادنى من الاستقرار وقد اتى الزلزال وما املاه من حاجات انسانية ليعزز هذا التوجه الجديد”.
ويختم بويز لافتا الى ان لبنان “لطالما كان ساحة للاوضاع العربية والاقليمية فهو كما كان يدفع ثمن صراعاتها كان في المقابل يقبض بدل تفاهماتها وما يجري فيه اليوم هو انعكاس لتباعدها والحل لأزمته ينتظر تقاربها”.