مشروع الموازنة لا يزال قيد التحضير.. ولا جلسة تشريعية حالياً
كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:
سرقت الهزات الأرضيّة والمصرفيّة الأضواء في الساحة اللبنانية على وقع التكهّنات والترجيحات حول سقوف دولار السوق الموازية من 100 إلى 150 ألفاً في ظل اتجاه واضح إلى دولرة الاقتصاد على أساسات مهترئة تفتقد إلى خطة ناجعة تحقق الغاية المرجوّة منه بدون أن تُصيب من المواطن مقتلاً.
فليس الخطة المذكورة مفقودة وحسب، إنما أيضاً مشروع موازنة العام 2023 الضائع في غياهب وزارة المال حتى الشهر الثاني من السنة… وكأنه أصبح في آخر الملفات الاقتصادية أهميةً لدى الحكومة ومعها مجلس النواب، بعد ملف “الكهرباء” والـ”كابيتال كونترول” وغيرهما، علماً أن الملفين المذكورين لا يزالان “على كفّ عفريت” ولم ينالا الحل الجذري المطلوب!
فأسباب تأخير مشروع الموازنة كثيرة، ومنها أي سعر صرف للدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية سيتم اعتماده في وضع أرقام الموازنة، وهذه نقطة رئيسية تقي المشروع انتقادات النواب قبل إقراره.
والسبب الثاني الأحرَج، يعود إلى تأمين النصاب المطلوب لمجلس الوزراء لعقد جلسة خاصة بمناقشة مشروع الموازنة وإقراره قبل إحالته إلى المجلس، علماً أن “التيار الوطني الحرّ” المعارض الأبرز لانعقاد جلسات مجلس النواب والحكومة على السواء…
لا جلسة تشريعية في الوقت الحاضر..
عضو لجنة المال والموازنة النيابية النائب ألان عون يكشف لـ”المركزية” في السياق، أن “مشروع موازنة العام ٢٠٢٣ ما زال قيد التحضير في وزارة المال، ولم يتبلّغ المجلس النيابي بأي جديد على هذا الصعيد”، موضحاً أن “لا دور للمجلس في مشروع الموازنة قبل إقراراها في مجلس الوزراء وإرسالها إلى المجلس النيابي”.
وعن مصير الجلسات التشريعية في ظل موقف التيار منها، يقول “لا جلسة تشريعية في الوقت الحاضر… وقد يُطرح الموضوع مجدداً في الأشهر المقبلة في حال استجدّ أي طارئ يستدعي ذلك”.
التفاهم في اختبار كبير!
وفي المقلب السياسي الذي يترك بصماته على الملفات الحيويّة للبلاد ومشروع الموازنة من ضمنها، يُشير عون رداً على سؤال إلى أن “تفاهم “التيار الوطني الحرّ” مع “حزب الله” يمرّ باختبار كبير في كيفية استمرار العلاقة بين الجانبين، ووفق أي صيغة على رغم التباينات والاختلافات في وجهات النظر حول ملفّات جوهرية في البلاد”.
وعما إذا كان سينجح الفريقان في إعادة صياغة إطار للعلاقة على رغم التباين في ما بينهما، يقول عون: لا أؤمن بالقطيعة بالمطلق ولن تتحوّل العلاقة مع “حزب الله” إلى خصومة مهما حصل من تباينات… إنما ما يجب الاعتياد عليه، هو أن تلك العلاقة ستشهد اصطفافات مختلفة بحسب المواضيع والملفات المطروحة، ولم تعد علاقة تحالف متجانس ومتناغم كما كانت سابقاً.