بري لن يسمح بتطيير جلسة التشريع… وهذا ما يقوم به
كتب فادي عيد في “الديار”:
بدأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري بخطوات سياسية ونيابية، بحسب مصادر مقربة منه، تنذر بإعادة قلب الطاولة على الذين واجهوه مؤخراً من خلال رفض الحوار، ومن ثم عدم المشاركة في جلسة تشريع الضرورة، وذلك من خلال سلسلة تحرّكات يتقنها رئيس المجلس عندما يسحب أرانبه لمواجهة خصومه، وعلى طريقته واحترافه وخبرته النيابية والسياسية. ومن هنا، فإنه، وبعد سجالات وخلافات حول العلاقة مع سوريا والقصف على الذين يزورون العاصمة السورية في السنوات الأخيرة أي ما بعد الحرب، فإن بري التقط الفرصة المناسبة من خلال الوفد النيابي الذي ترأسه معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، وتُوِّج بلقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، ما اعتُبر خطوة متقدمة للعلاقة بين “حركة أمل” ودمشق، والتي شهدت برودة في السنوات الماضية.
وتقول المصادر نفسها ان هذه الخطوة قد تفتح الباب الى إعادة التطبيع مع القيادة السورية رسمياً، إذ لوحظ أنه لم تحصل أي حملات أو استهدافات للوفد النيابي، كونه زار العاصمة السورية في إطار طابع إنساني بعد الزلزال المدمِّر والكارثة التي أصابت سوريا وتركيا، ولكن في السياسة، فإن صرف هذه الزيارة واللقاءات التي عقدها الوفد النيابي، قد يكون للإستحقاق الرئاسي نصيب منها، لا سيما أن من يدعمه رئيس المجلس للرئاسة، أي مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، يعتبر حليفاً أساسياً لسوريا، في إطار الروابط العائلية والإجتماعية المتجذّرة منذ أيام جدّه الرئيس الراحل سليمان فرنجية.
أما على صعيد الخطوات الأخرى، فإن بري لن يملّ أو يذعن لخصومه، تضيف المصادر، أو يتوقف عند حملات من هنا وهناك، إنما هو يتلقّف ذلك بردود يترجمها فعلياً على طريقته، لا سيما على خط الجلسة التشريعية التي طارت لمرتين، بعد أن عاد باسيل عن موقفه الداعم لها، ليعود ويتراجع، وذلك على خلفيات شعبوية، وعندما لم تلقَ خطوته أي تلقّف ضمن بيئته أو على الساحة المسيحية بشكل عام، كانت حملاته التي طاولت الأقربين والأبعدين، بما في ذلك رموز رئاسية، ما أدّى إلى إشتعال مواقع التواصل الإجتماعي مهاجمين رئيس “التيار البرتقالي”، حيث فقد صوابه وبدأ يشنّ حملاته دون رادع أو وازع، لعلّ ذلك يعطيه فرصة لالتقاط أنفاسه وإعادة السير بسياسة المناورات والشعبوية.
وأخيراً، وعلى الخط الرئاسي فإن بري، تقول المصادر المقربة منه، انه لا يريد حرق المراحل أو من يدعمه للرئاسة، بانتظار أن تتوضح مشهدية المنطقة، وما ستفضي إليه لقاءات السفراء الخمس الذين يمثلون دولهم في اللقاء الخماسي الباريسي، باعتبار أن بري على بيّنة تامة من هذا الحراك وما هو المطلوب، ولذا سيتعاطى مع الإستحقاق الرئاسي من هذا المنطلق، ولكنه لن يسمح بأن يعطِّل البعض الجلسات التي يدعو إليها، لا سيما جلسة تشريع الضرورة مهما كان الثمن، وهو الواثق من خلال مجالسه بانعقادها في وقت ليس ببعيد.