محليات

هل ينفذ نصرالله تهديده ويشعل الحرب؟

كتبت إيفانا الخوري في “السياسة”:

للأميركيين أقول: “إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كلّ المنطقة وفي مقدمتها ربيبتكم إسرائيل. وإنّ غدًا لناظره قريب”، بهذه العبارة أطلق الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله تهديده العلني في خطابه أمس على وقع فوضى مصغرة شهدتها شوارع لبنان بعدما أضرمت النيران في محيط بعض مصارف بدارو في بيروت وأقفلت الطرقات لساعات.

في خطاب الأمس، لم يختلف نصرالله من حيث طريقة التعبير والنبرة إنما المفارقة كانت في مضمون النص الذي حمله بين يديه. حيث قرأ البعض بين سطوره أزمة كبيرة يعاني منها “حزب الله” لا تطال المستوى المادي والاقتصادي للبيئة الحاضنة فقط بل تتعداها إلى خوف واضح بتحميله مسؤولية الانهيار الحرّ الحاصل.

هل ينفذ حزب الله تهديده ويشعل حربًا مع إسرائيل وفوضى في عدد من دول المنطقة؟ هو السؤال الذي شغل اللّبنانيين يوم أمس.

الصحافي والمحلل السياسي، ابراهيم ريحان اختار الإجابة بسؤال: هل يتحمل حزب الله أساسًا الحرب؟ لافتًا إلى أنّ خطاب الأمس كان تكرارًا لكلام قاله نصرالله في حزيران ٢٠٢٢: سنقتلكم.

وفي حديثه لـ “السياسة”، يعتبر ريحان أنّ خطاب نصرالله الأخير يقع في خانة رفع السقف لا أكثر سيما وأنّ الضغط يزداد والأمور باتت تخرج عن سيطرته. ففي الموضوع الرئاسي لا يملك الأكثرية ولا زمام المبادرة وكلّ ما يمكنه القيام به هو تعطيل النصاب، كما أنّ علاقته برئيس “التيار الوطني الحرّ”، النائب جبران باسيل قد تعرضت لهزّات كثيرة ولذلك تأثيراته أيضًا. ولا يخفِ أنّ العقوبات الأميركية على حسن مقلد قد أثرت على بيئة “حزب الله” مباشرة على الصعيد المادي، ما يعني أنّ بيئته “عم تفرط شوي شوي”.

ووفقًا لريحان، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية تهتم بشدّة بأمن إسرائيل وأمن الطاقة في المنطقة لذلك لا يمكن أن تحتمل الحرب في هذه المنطقة تحديدًا وهو ما يدركه نصرالله ويحاول استغلاله لكسب كلّ ما يمكن انتزاعه.

وكغيره، لا يستبعد الصحافي ابراهيم ريحان حصول تفلت أمني في الأسابيع المقبلة، لافتًا إلى أنّ الملف الرئاسي لم يطرأ عليه أي جديد. ويقول إنّ الانفراج قد يكون في الربيع بعد انتهاء المفاوضات الإيرانية السعودية القائمة بين اليمن والمملكة العربية السعودية والتي تحظى بتقدم كبير، على أن تفتح المملكة بعدها الملف اللّبناني.

وفي السياق، يكشف ريحان أنّ الاجتماع الخماسي في باريس خلص إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية ومعها السعودية تشددان على ضرورة إجراء إصلاحات صندوق النقد في لبنان على صعيد الكهرباء، القطاع العام والمعابر غير الشرعية. كما أنّ المملكة رفضت طلبًا فرنسيًا بإيداع وديعة لدعم اللّيرة اللّبنانية المنهارة على اعتبار أنّ لا دعم قبل إجراء الإصلاحات المطلوبة لأنّ لا شيء سيضمن حينها أنّ الأموال المودعة لن تُنهب.

ويشير أيضًا إلى أنّ للولايات المتحدة الأميركية عدّة أهداف في لبنان وقد حققت هدفًا واحدًا منها وهو الترسيم لأنه يضمن حصول الهدنة، بالإضافة إلى توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي كونه يحاصر “حزب الله” في الدولة عبر تطبيق الإصلاحات وتسريح الموظفين الذين دخلوا الإدارات بقرار سياسي. وأخيرًا، انضمام لبنان إلى اتفاق الطاقة الإقليمي لتخفيف اعتماده على إيران. مشددًا على أنّ نصرالله يدرك ذلك ومن هذا المنطلق يعرقل تلك الخطوات.

وبالنسبة للتطورات التي حصلت أمس، فتقول المصادر إنّ تحرك الشارع لم يأتِ صدفة وتربط المصادر نفسها المستجدات الأخيرة بالجهة التي نفذت التحركات بوصفها تابعة لحزب سياسي معيّن ومعروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى