“الحزب” نسف “الاجتماع الخماسي”؟
في حين تكثر التساؤلات عن عدم صدور اي بيان عن الاجتماع الخماسي الذي عقد في باريس، لا بد من الاشارة الى موقف حزب الله، الذي جاء على لسان نائب رئيس مجلسه التنفيذي “علي دعموش”، وقبيل انعقاد الاجتماع الخماسي بأسبوع واحد، حاول توجيه رسالة فيها الكثير من “عرض العضلات” الى المعنيين المشاركين من الدول الكبرى، بحيث قال: “أميركا لا تستطيع أن تفرض إرادتها على لبنان في الموضوع الرئاسي، مشيراً الى انّ “ما يعني انّ همّ واشنطن هو تأمين مصالحها ومصالح إسرائيل”.
من هنا يبدو ان القيادة في حارة حريك، تسعى بكل جهد للإطاحة بأيّ جهد دولي للخروج من النفق الرئاسي المُظلم، فيما المطلوب وفق العالمين والمحللين الاستراتيجيين، هو فتح قنوات حوار مباشرة معهُ للوصول الى رئيس يحظى بموافقته قبل اي إجماع داخلي – وهذا الامر مستحيل- لأنّه يطلب من الجميع الانخراط في كنفه، وتبقى محاولته الثابتة التي لم يتزحزح عنها اقله في الوقت الحاضر، وهي التسويق لمرشحه الرئاسي الوزير السابق سليمان فرنجيّة.
وفي السياق عينه، بالنسبة للحزب، انّ فرنسا واميركا ملزمتان بـ”مكافأته” على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، الذي اتى وفق شروطهما، بحيث لنّ يقدم شيئاً مجاناً، والذي يرى احد الدبلوماسيين انّ مرد انجاز الترسيم هو اشراك طهران بأيّ حوار دولي يُعقد فتكون في صلبه، ما سيساعد في تكريس معادلتها الإقليمية بوجه الغرب في مناطق النفوذ الايراني.
وفي اتصالٍ مع وكالة “اخبار اليوم”، يعتبر الدبلوماسي انّ تدخل قطر ومصر لا يكفي ولا يمكنه ان يخرق العلاقة المستقرة بين الحزب وطهران، لتوقع حلحلة، او لفك اسر الرئاسة، لكنّ ينبغي اولاً رفع الحصار التام عن النظام الايراني، لأن لبنان بذلك يستعيد البعض من أنفاسه المخنوقة اثر علاقاته المتوترة مع جيرانه والمجتمع الدولي ككل، مما سيشكل للنظام في طهران ورقة قوة على “الطاولة الدوليّة”.