قبلان: المطلوب تسوية رئاسية تخلصنا من كسل الحكومة الجبانة

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وخلف الفظاعات، ضرب أيضا سوريا وخلف الفظاعات، إلا أن أغلب الدول هبت لإنقاذ تركيا التي ناشدنا العالم إغاثتها وإغاثة سوريا، إلا أن الشعب السوري بقي أسير الترسانة العقابية المتوحشة التي تقودها واشنطن وأوروبا، وتلتزم بها أغلب الدول العربية والإسلامية انقيادا لطغيان واشنطن، وليس انقيادا لله سبحانه وتعالى. واليوم الوضع في سوريا مخيف، والفظاعات مرعبة، وما نراه أكبر من كارثة، بحيث أن الناس تموت كل لحظة تحت الأنقاض، فيما واشنطن وبروكسل تقودان أسوأ سياسة حصار وعقاب تمعن بقتل الشعب السوري تحت عين أكثر العرب والمسلمين الذين يتفرجون بوقاحة، وإذا تحرك بعضهم فليس أكثر من موقف استعراضي رخيص لرفع العتب، كل ذلك بخلفية انقيادهم لفرعون هذا الزمان واشنطن. لذلك نعيش اليوم زمن انقياد أغلب العالم لربوبية واشنطن العجوز بخلفية وثنية جديدة قذرة”.
وكرر المفتي قبلان دعوته “لكل كيان ومنظمة وشعب حر في هذا العالم لمد يد المساعدة للشعبين التركي والسوري، وحتما من لا يفعل وهو قادر يرتكب أسوأ عناوين الإجرام. وهنا أقول الأمم المتحدة ومنظماتها والمنظمات الغربية والدول الغربية تتفرج بشماتة على الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري، هذه هي صورة الغرب المجرم، والأيام دول، واليوم علينا وغدا لنا إن شاء الله”.
ووجه خطابه للدول العربية بالقول: “مزقتكم واشنطن، واستفردت بكم، وداست كرامتكم، واليوم أغلب الدول العربية والإسلامية فريسة مالية ونقدية واقتصادية وأمنية وسياسية لواشنطن، واليوم سوريا وغدا أنتم، والحر من يكسر قانون قيصر، ويخلع أغلال واشنطن عن عنقه، وما أقل الأحرار في بلاد العرب”.
كما توجه المفتي قبلان بالشكر “للطواقم اللبنانية من كل الطوائف التي سارعت لإغاثة الشعب السوري والتركي، ونتمنى أن تتعلم الحكومة اللبنانية بعض دروس الشرف والشجاعة من شعبها وناسها، علها تتحرر من العبودية الأميركية التي ما زالت تدوس القرار السياسي بأقدامها”.
واعتبر المفتي قبلان أن “من غير المقبول أبدا اللعب بشعبنا وأهلنا بالوعود الكاذبة والنفاق الحكومي، سواء موضوع الدولار والدواء والتعليم والكهرباء وغيرها؛ وبصراحة أكثر لقد مللنا من هذه الحكومة المستعبدة، والمطلوب تسوية رئاسية تخلصنا من كسل هذه الحكومة الجبانة”… موجها خطابه للقوى السياسية: “لبنان من قعر إلى قعر أعمق، والتعويل على أكاذيب واشنطن تضييع للوقت وللبلد، ومن يعول عليها تعويل على فراغ، مضافا إلى أنه خيانة، ومن غير المسموح تسليم لبنان لواشنطن وتوابعها”.
وأكد قبلان أن “السيادة اللبنانية تمر في مجلس النواب فقط، واللعبة الدولية مرفوضة بشدة، والمطلوب من القيادات الروحية والوطنية تدشين موجة وطنية للضغط على القوى السياسية التي تراهن على اللعبة الخارجية للنزول عن الشجرة. والمطلوب من بعض القيادات التاريخية أن تكون واقعية أكثر، لأن زمن لبنان المزاد العلني انتهى، والآن لبنان هو لبنان”.