محليات

اتفاق بين النظام السوري وحزب الله.. لهذا السبب عادت فرق إسعاف الاخير أدراجها

ربّ ضرّة نافعة، ولربما الكارثة الطبيعية التي حدثت في سوريا تحمل في طياتها الكثير من الخير لمسقبلها في ظل ما تعانيه من حصار أرهق كاهل شعبها في السنوات الأخيرة، فالحصار الذي عجزت الدول عن كسره، كسرته إرادة الشعوب التي أبت أن تترك سوريا وحدها في محنتها، لتتوجه فرق الإسعاف والإنقاذ من كل حد وصوب إلى سوريا غير آبهة لا بقيصر ولا بحصار ولا بعقوبات قد تترتب عليها نتيجة كسرها للحصار.

في خضم هذا المشهد المهيب، لفتت فرق الإسعاف اللبنانية التي تعاني الأمرّين من ضعف التمويل أنظار الجميع بعد أن توجهت باللحم الحي إلى سوريا للقيام بالواجب الإنساني، فيما قام الشعب اللبناني بحملات تبرعات لارسالها الى الشعب السوري الجريح.

حزب الله الذي على علاقة وطيدة بسوريا، تأخر أربعة أيام قبل إعلانه تضامنه معها، وما يثير الريبة أيضاً أن فرق إسعافه عادت أدراجها بعد أن أتى الأمر بعدم دخولها الأراضي السورية، وهذا يضعنا أمام أمرين، الأول هو أن العلاقة بين الطرفين متوتّرة، والثاني والأقرب هو أن خطة سار بها الطرفين لإجبار الدول على كسر الحصار بنفسها.

وتشير معلومات خاصة أن تأخر الحزب في تدخله أو حتى إصدار أي بيان يخص ما حصل في سوريا، هو أمر مدبّر بين الحزب والنظام، إذ أن عدم دخول الحزب بشكل علني إلى المناطق المنكوبة يسهل عملية إيصال المساعدات من كافة الدول، ويجبر أصحاب قرار الحصار على رفعه ولو موقتاً، إضافة إلى أنه كان من الضروري دخول جمعيات لبنانية غير تابعة لحزب الله إلى الأراضي السورية لمساعدة الناجين، وهذا ما جعل الشعب يكسر الحصار بشكل تلقائي.

نجح تفكير الطرفين بكسر الحصار، ونجحا أيضا في أجبار أميركا على رفع الحصار عن مواد الإغاثة لمدة ستة أشهر، وهذا يعتبر دعسة أولى على طريق الخروج من الحصار، وضربة سورية للهيمنة الأميركية، فرغم ما حل بها، إستطاعت سوريا التفوق بالعقل على أفعال الغرب، ولربما الزلزال كان قاسيا، لكنه كان اقسى على الغرب الذي تزلزل قراره في أربعين ثانية.

lebanon on

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى