محليات

“القوات اللبنانية” بين خيارين: تمرير خيار فرنجية او دعم عون جديد!

لا تزال المؤشرات السياسية، الداخلية والخارجية، توحي بأن الفراغ الرئاسي مستمر وان كل الضغوط والاتصالات التي بدأت منذ اسابيع قليلة لن تؤدي الى نتيجة فعلية، او الى تسوية توصل هذه الشخصية او تلك الى قصر بعبدا، ولعل أحد ابرز اسباب الفراغ، تقنيا، هو التوازن السلبي داخل المجلس النيابي.
وبالتوازي مع محاولات عقد تسوية رئاسية، يبدو ان مفاعيل ترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض قد انتهت مع بروز مؤشرات تؤكد انسحاب الحزب التقدمي الاشتراكي من دعمه وهذا سيؤدي الى خسارته عددا لا بأس به من الاصوات وتاليا زوال فرصه واحتمالات فوزه.تجد “القوات اللبنانية” امام هذا الواقع انها امام عدة خيارات، يجب ان تتبنى احداها لكي تخافظ على حضورها السياسي ولكي لا تصبح امام خيار الورقة البيضاء التي طالما انتقدتها في ظل صراعها السياسي مع “قوى الثامن من اذار”، لذلك فإن تمهل معراب في سحب ترشيح معوض يخدم فكرة دراسة خياراتها المقبلة.

في الكواليس تطرح فكرة دعم “القوات اللبنانية” لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو ترشيح قد يحظى بدعم دولي حقيقي، اضافة الى انه يوجه ضربة سياسية قوية لخصم القوات، التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، لذلك فإن خيار دعم عون بات مطروحا بقوة في الكواليس.

لكن ترشيح قائد الجيش من قبل القوات، وان حصل، لن يكون افضل ما تتمناه معراب، على اعتبار ان عون وبصفته العسكرية قادر على استقطاب الغالبية العظمى من الفئات المسيحية المحايدة التي اتكلت عليها القوات في السنوات الماضية لاحراز تقدم شعبي ونيابي كبير، وهذا سيخلق زعامة مقابلة لزعامة جعجع.خيار جعجع الثاني هو القبول برئيس تيار المردة سليمان فرنيجة، وهذا امر سيعني بشكل فعلي تسجيل تنازل سياسي كبير قد لا تستطيع القوات تحمله شعبيا بسبب تصعيدها الاعلامي والسياسي المستمر ضد حزب الله وحلفائه، علما ان تلميح رئيس القوات سمير جعجع بتأمين نصاب انتخاب فرنجية يوحي بأنه يفضل وصول زعيم زغرتا على وصول غيره، في ظل تعثر ايصال رئيس من فريق الرابع عشر من اذار.

خيارات القوات المحدودة رئاسيا تقابلها قدرة سياسية كبيرة، خصوصا انها تملك كتلة مسيحية وازنة تمكنها من التفاوض مع اي مرشح رئاسي على ادارة المرحلة المقبلة وعلى حصتها داخل الادارة والنظام، لذلك فإن ضيق خيارات القوات رئاسيا تترافق مع اتساع القدرة السياسية على المناورة والتفاوض….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى