باسيل يريد حوارا يُحسّن شروطه ومعراب: لسنا منصة لرسائله الى الحزب
كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:
لم تشق دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طاولة حوار بين القوى السياسية من اجل الاتفاق على استحقاق الانتخابات الرئاسية طريقها نحو التنفيذ العملي، بفعل موجة اعتراض واسعة واجهتها تحديدا من الفريق المعارض. بيد انها فتحت بابا واسعا لحوارات ثنائية تجري بين الافرقاء ومعهم بكركي، تتتقل بينهم الافكار الرئيسية المطروحة كأطر للحل المرجو.
اللقاء الديموقراطي، يبدو الاكثرنشاطا وزخما على هذا الخط يجول بين مختلف المقار السياسية، الحليفة والخصمة، من الضاحية الى معراب وما بينهما البياضة، في حين نشطت في الآونة الاخيرة حركة حزب الله على اكثر من محور. اما بكركي فتبدو نقطة التقاء بين هذه القوى، تتلقى افكارها وطروحاتها وتسعى لايجاد قواسم مشتركة وتقاطعات ،علها تقود الى اتفاق الحد الادنى لانهاء الشغور الرئاسي في الموقع المسيحي الاول في البلاد.
صحيح ان اجتماع النواب المسيحيين تحت قبة الصرح لم ينتقل الى مربع توجيه الدعوات بعد، وقد لا ينتقل، في ضوء بعض التحفظات التي تبلغتها بكركي، ليس من مبدأ رفض تلبية دعوة سيدها، بل حرصا على عدم تحميلها مسؤولية الفشل ، إن عقد الحوار النيابي المسيحي ولم يخرج بالنتيجة المتوخاة . نظرية تتبناها في شكل خاص معراب التي اوفدت الى الصرح امس، وفدا موسعا ابلغ الى البطريرك وجهة نظرها هذه، واقتراحها واحدة من آليتين ، الاتفاق المسبق بين النواب المسيحيين على التوجه الى البرلمان في اول جلسة يدعو الرئيس بري اليها لانتخاب رئيس يتم الاتفاق عليه ويباركه الراعي في اجتماع النواب، او تصويت هؤلاء في اجتماعهم على هوية مرشح فتلتزم الاقلية بقرار الاكثرية.
اما التيار الوطني الحر الذي يتواصل بالمباشر مع بكركي واللقاء الديموقراطي فيتطلع الى عقد الاجتماع المسيحي ويدعم وجهة النظر الحوارية، لا سيما مع معراب التي ترفض استخدامها منصة يوجه عبرها النائب جبران باسيل رسائله الى حزب الله، في ظل الخلاف القائم بينهما ويتعمق مع كل يوم يمر، الا انه لم ينتقل من النظري الى العملي الفعلي بعد، اي فك التحالف، كما تقول اوساط القوات اللبنانية لـ”المركزية”، مضيفة ، جلّ ما يريده باسيل حتى هذه اللحظة تحسين شروطه وليس التفاهم والتوافق مع الاخرين لانتخاب رئيس ينقذ البلاد من الانهيار القابعة فيه. فهو وعلى رغم عمق الهوة مع الحزب، وخلافه المستحكم مع القوى السياسية كافة، ما زال يتعاطى بخفة ولا جدية مع الاستحقاق، لدرجة تلويحه او تهديده في آخر اطلالاته بترشيح نفسه للرئاسة في معادلة مضحكة مبكية. وتشير الى ان باسيل لو كان جديا، لقصد بكركي وابلغها تأييد مرشح معين ،ميشال معوض او صلاح حنين او اي اسم آخر يمكن التوافق حوله، الا انه يتطلع الى حوار يحسن شروطه لا اكثر.
الافضلية بالنسبة الى معراب لمضمون الحوارات لا للصورة، خلافا لما يفعله حزب الله بجولات رفع العتب على بعض القوى والمسؤولين الروحيين، بهدف حرف الانظار والنقاش عن مسؤوليته المباشرة في تعطيل مسار انتخاب رئيس جمهورية. وما دام الحزب متمسكا بترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجيه، لا يبحث او يطرح خيارات أخرى، محتجزا معه سائر مكونات فريق 8 اذار، ويدعو الى التوافق والحوار، اما لانتخاب مرشحه فقط وليس اي مرشح آخر غير خاضع لسطوته وقادر على الانقاذ، او لملء الوقت الضائع في انتظار امر العمليات الايراني، ستبقى مساعي الخروج من مستنقع التعطيل من دون جدوى والحوارات من دون افق، وعبثا نحاول….