محليات

ملف المرفأ إلى الخارجية الأميركية.. وهذا هو المتوقع

لم يصدر عن السفيرة الأميركية دوروثي شيا أيّ توضيح بشأن الضجّة التي أُثيرت حول “ضغط واشنطن لإخلاء سبيل المدّعى عليه في ملف انفجار مرفأ بيروت اللبناني-الأميركي محمد زياد العوف”، رئيس مصلحة الأمن والسلامة في المرفأ، والمفترَض أن يكون أبرز ممتلكي المعلومات الأمنية الداخلية.

عاد العوف إلى أميركا مباشرةً بعدما أخلى سبيله النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، هو الذي كما بقيّة الموقوفين جاء قرار تخليته مقروناً بمنع من السفر، علماً أنّ المسعى الأميركي لإخلاء سبيل العوف ليس جديداً بل يعود إلى أشهر إلى الوراء.
لكنّ سيناريو الصراع القضائي بين المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وعويدات، والذي تبع زيارة شيا للأخير، ولرئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، وصدور بيان السفارة الداعي لـ”استكمال تحقيق سريع وشفاف في الملف”، فضلاً عن زيارة الوفد القضائي الفرنسي للبيطار قبل ساعات قليلة من خطوته المتفجّرة، كلّ ذلك زرع الشكّ باليَقين حيال وجود اتفاق ضمني أميركي – لبناني في ملف المرفأ.

في تبعات المسعى الأميركي المُحقَّق، تفيد معلومات بأنّ “لوبي” من مؤسسات أميركية ودوليّة ومنظّمات إنسانيّة تدرس توجيه كتاب إلى وزارة الخارجية الأميركية بهدف ضمان استكمال التحقيق وعدم عودته إلى نقطة الصفر، انطلاقاً من 3 أسئلة عريضة أبرزها: هل اعتبرت الإدارة العوف رهينة لدى الدولة اللبنانية تبعاً للقانون الأميركي؟ وهل هذه الخطوة مردّها إلى عدم الثقة بالقضاء اللبناني والدفع تالياً نحو تحقيقٍ دوليّ؟ وما العمل لدعم القاضي البيطار المُكبَّل أمام رفض المستدعين التسعة، وبينهم نواب حاليين، المثول أمام التحقيق؟

في الإطار، يبحث ممثّلون عن هذه المؤسسات والمنظمات في “كيفيّة الذهاب باتّجاه لجنة تحقيق دوليّة تؤمّن الحماية الشخصية للمحقق العدلي من قبل قوات الأمم المتحدة، وتضمن متابعة البيطار تحقيقاته عبر رسالة عاجلة من أوسع شريحة من النواب اللبنانيين إلى الأمين العام للأمم أنطونيو غوتيريش”.

الملفت في الموضوع أنّ النواب الذين وصلوا إلى واشنطن مع بداية هذا الأسبوع لا يحملون أيّ أجندة أو مشروع عمل لنقله إلى الإدارة الأميركية، وأنّ لقاءاتهم مع مسؤولين أميركيين لا تعدو أكثر من امتزاج آراء وسماع توجّهات سياسية غير محسومة، وغير موجودة أصلاً على مستوى لبنان حالياً، ولقاءات مع الجالية اللبنانية، من دون العودة بأيّ تطوّر في ملفّ المرفأ وسواه من الملفات.

فألم يكن من الأجدى اتّخاذ خطوة بتوقيع عريضة نيابية، من قبل نواب المعارضة الذين اجتمعوا في صورةٍ واحدة استثنائياً، ومن ثمّ الذهاب وحملها إلى عاصمة القرار؟ تبقى الزيارات إلى واشنطن سياسية رئاسيّة من دون ثمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى