المطارنة الموارنة: لإنتخاب رئيس وتحييد إنفجار المرفأ عن التجاذبات
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. ودرسوا شؤوناً كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بياناً تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، جاء فيه:
“يجدد الآباء إلحاحهم على المجلس النيابي أن يسرع في المبادرة إلى عقد الجلسة الانتخابية التي نص على آليتها وشروطها الدستور لاختيار رئيس جديد للدولة، ولاسيما أن الأوضاع العامة باتت على شفير الانهيار الكارثي الكامل، الذي قد لا تستطيع أي قوة مواجهته. هذا الإنهيار المتفاقم يتحمل مسؤوليته نواب الأمة بإحجامهم عن انتخاب الرئيس تقيدا بالدستور.
تابع الآباء بذهول وأسف شديدين، الصراع المحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أقرب وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب.
يراقب الآباء بقلق كبير التلاعب الخطير في أسعار صرف العملة الوطنية، والذي يؤدي إلى ارتفاعات جنونية في أثمان المواد الحياتية والمعيشية، بما يحول دون تمكن معظم اللبنانيين من تأمين احتياجاتهم منها. ويناشدون الجهات المختصة المسارعة إلى توفير المعالجات المطلوبة.
تتزايد في الآونة الأخيرة ظواهر الاختلال في الأوضاع الأمنية، وتتنقل من منطقة إلى أخرى ويسقط من جرائها ضحايا وجرحى بين مفتعليها والمواطنين. إن الآباء يحذّرون من ذلك، ويهيبون بالسلطات العسكرية والأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لها، خصوصاً حيث تصطبغ الاعتداءات بطابع فئوي أو طائفي.
يعاني القطاع التربوي مزيداً من التدهور، بحيث تضطر مؤسسات منه إلى الإقفال. والأمر نفسه نشهده في قطاعات حيوية أخرى، صحية وإدارية. إن البلاد لم تعد تحتمل، وبوادر الغضب الشعبي لا بد آتية، إن لم يكتمل عقد السلطات وعملها وتعاونها لخير الوطن والمواطنين.
تحتفل الكنيسة المارونية في التاسع من هذا الشهر بعيد شفيعها القديس مارون ويشاركهم جميع اللبنانيين بهذا العيد الوطني. يتوسل الآباء مع أبناءهم وبناتهم الى الله أن يمنحهم نعمة التمثل بفضائل هذا القديس، ولا سيما الإيمان العميق وممارسة الصلاة والزهد والتقشف، سائلين الله بشفاعته أن يمن على لبنان بالأمن والإزدهار والسلام، وعلى شعبه بالصبر والصمود في وجه المحن التي ابتلي بها”.