القوات لن تمنح جبران ورقة التفاوض مع الحزب!
جاء في نداء الوطن:
بخلاف ما كان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يمنّي النفس به، أتت خطوة التلويح بترشحه للرئاسة كضربة سيف في الماء لم تحرك ساكناً في المستنقع الرئاسي الراكد، بل تعامل حلفاؤه قبل الخصوم مع هذه الخطوة ببرودة واستخفاف بوصفها تندرج ضمن سياق “غير عقلاني لانعدام حظوظه الرئاسية إلى ما دون الصفر”، كما علّقت أوساط قيادية في قوى الثامن من آذار، معربةً عن أسفها لكون سياسة “النكايات والابتزاز وهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع” هي العنصر الغالب والمتحكّم في أداء باسيل حيال الاستحقاق الرئاسي “فهو لا يمارس عملية الإقصاء وحرق الأسماء بحق المرشحين المطروحين من قبل الأفرقاء الآخرين فقط، إنما يرفض حتى طرح إسم أي مرشح من داخل تياره للرئاسة”.
أما على ضفة الخصوم، فتعتبر أوساط نيابية معارضة أنّ باسيل “حشر نفسه في السباق الرئاسي ليحشر “حزب الله” في مسألة الترشيح والانتخاب”، معتبرةً أنه “بعدما نجح إلى حد كبير في التشويش على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وإجهاض حظوظ ترشيحه، يسعى راهناً إلى تشويه صورة قائد الجيش العماد جوزيف عون والتصويب عليه بالشخصي لنسف أي إمكانية للتوافق الداخلي والخارجي على انتخابه، وفي الوقت نفسه يعمل على خط محاولة إحداث تقارب مع “القوات اللبنانية” حيال الملف الرئاسي لتعزيز جبهته التفاوضية مع “حزب الله”، وهذا ما تعيه “القوات” جيداً ولن تقع في فخّ منحه ورقة تفاوض ليعمد إلى استغلالها باسم المسيحيين في تحصيل مكاسب رئاسية وسياسية له”.
ومن هذا المنطلق، كشفت الأوساط نفسها أنّ “باسيل يسعى إلى إعادة فتح قنوات التواصل المباشر مع معراب طالباً أقله استقبال وفد نيابي من “التيار” في حال تعذر استقباله شخصياً في هذه المرحلة”، لكنها لفتت إلى أنّ “القواتيين بحكم التجربة يدركون جيداً أنّ باسيل ليس جدّياً في طرحه التوافقي بدليل أنه لا يزال حتى الساعة يمتنع عن طرح أي إسم من الأسماء التي يمكن أن يشكل ترشيحها مدخلاً توافقياً مع قوى المعارضة الداعمة لترشيح النائب ميشال معوّض”، وخلصت إلى القول: “باسيل بلغ حائطاً مسدوداً بعدما فقد الأمل بتجاوب “حزب الله” مع شروطه الرئاسية، و”القوات” غير مستعدة لإعادة تكرار تجربة اتفاق معراب وغير معنية بإعادة التواصل معه على حساب مصداقيتها أمام الناس والمعارضة”.