الكهرباء من جديد تُلهب جيوب اللبنانيين
ليس من قبيل الصدفة إعتبار الكهرباء في لبنان قضية مصيرية تستدعي كسر المحظورات وعقد جلسة لمجلس الوزراء، في حين ان التيار الوطني الحر يخوض مظلومية السلطة وفق شعار “ما خلونا”.
وفق مشهد سوريالي، همس احد الوزراء في اذن زميله ساخرا بعبارة “ما بتحرز العروس”، فسلفة الكهرباء لن تكفي سوى 4 ساعات يوميا وفق تعرفة ستُشعل جيوب اللبنانيين حيث باتت الغالبية منهم بحالة العدم، والانكى حرق لبنان معظم موازناته خلال السنوات الأخيرة على قطاع الكهرباء من دون اي نتيجة.
في المعطى السياسي، كرّست جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عزلة التيار الوطني الحر الذي بات وحيدا بخياره التعطيلي، ولا يمكن الاستهانة بتداعيات ذلك على التحالف مع حزب الله بالدرجة الأولى، كما بالاشتباك المتوقع والمتفلت من كل ضوابط سياسيا.
لعل المؤشر السياسي، ظهور السجال علانية بين طرفي “تفاهم مار مخايل”، وهو الحلف الذي ترك بصماته جليا على الواقع السياسي في لبنان منذ حرب تموز 2005 حتى وصول الرئيس ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية، وليس من الواضح بعد كيفية تعامل الطرفين مع سقوط التحالف.
غير ان التحدي الابرز، يكمن في ضبط الشارع الذي بات ينذر بالكثير، من الدولار المرتفع صعودا من دون سقف، إلى الوضع الصحي المتدهور ط، حتى العجز عن معالجة مرضى السرطان وغسيل الكلى، كلها عوامل توغل في صدور اللبنانيين غضبا مشروعا لا تنفع معه “الميثاقية المزعومة”.
مصباح العلي – لبنان ٢٤