محليات

باسيل لـ نواب “التيار”: “أنا أو لا أحد”

لم يشهد الملف الرئاسي أيّ تقدم ملحوظ رغم دخولنا الشهر الرابع من الشغور المدمّر، الذي يعطّل كلّ محركات الدولة اللبنانية ومؤسساتها الإدارية والقضائية والأمنية. لا بل كلّ المؤشرات تدفعنا للقول إن أبواب القصر الرئاسي في بعبدا لن تُفتح قريباً.

أولى الخطوات الجدّية نحو انتخاب رئيسٍ للجمهورية، تكون عبر تخلّي “الثنائي الشيعي” “حزب الله” وحركة “أمل”، عن دعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وثانيها يكون عبر اتفاقٍ يتمّ بين “الثنائي” من جهة و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى، على مرشّح توافقي يحظى بقبول 86 نائباً، طبعاً من دون استثناء باقي الأفرقاء، وتحديداً كتلة “اللقاء الديمقراطي” والنواب السنّة المستقلين.

الخطوة الثالثة التي لا بدّ منها، هي أن يتوقف رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، عن لعبة حرق الأسماء يميناً ويساراً. وإذا كان باسيل يريد التوافق حقاً، فعليه تحييد نفسه عن تزكية أسماء وطرح أخرى، لأن وضع باسيل السياسي والشعبي لا يسمح له بتولّي هكذا مهمة.

كلّ الأسماء التي يطرحها باسيل تُحرق بأرضها، بصرف النظر عن أنها قد تكون كفوءة وقادرة على قيادة المرحلة. لكن بمجرد أن تُطرح من قبل باسيل، تصبح مصدر قلق وريبة لدى معظم الكتل النيابية. وهذا ما حصل مع جهاد أزعور، الذي سقط من السلّة الرئاسية للتغييرين، وروجيه ديب الذي وُضع عليه “فيتو” من قبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

يكمن الحل إذاً في توقف “الثنائي الشيعي” عن تبنّي فرنجية، والذهاب نحو مرشّح توافقي بمواصفات مقبولة للجميع، وهناك الكثير من الأسماء المارونية التي يمكنها التّربّع على عرش التوافق الوطني مع مراعاة الحزب في ما يتعلق بالمقاومة.

أمّا بالنسبة لتفاهم “مار مخايل” بين الحزب والتيار، فهو أقوى من أن يسقط، والمياه ستعود إلى مجاريها بين الحليفين عاجلًا أم آجلاً. لذلك على باسيل التفرّغ لتسوية أوضاع تياره المتشنّجة والمتوترة بسبب قراره عدم ترشيح شخصية من “التيار البرتقالي”.

وقد نقلت مصادر في التيار، أن باسيل لن يتراجع عن قراره هذا و”هو من التيار أو لا أحد “. لكن ما يشكّل خطراً عليه، هو أن بعض نواب تكتّله، قد لا يلتزمون بخياره الرئاسي، ويمتنعون عن التصويت للمرشّح الذي يتبناه.

وبالرغم من أن المصادر نفسها، تنفي وجود أي خطر، يتعلّق باحتمال حصول انسحابات لنواب من “لبنان القوي” رغم استياء بعضهم، تؤكد المعلومات أن الاحتمال وارد وبقوة و سببه أن الرأي العام العوني غير قادر على تفهّم رفض باسيل أي مرشح من التيار قادر على الوصول الى بعبدا، خاصة اذا كان هذا المرشح من صقور العونية الأساسية وملتزم بأولوياتها الرئاسية.

محمد المدني – ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى