محليات

شرطٌ إن لم يتحقق فلا رئيس للبنان!

لا يزال الإستحقاق الرئاسي، يتخبط بين مواقف القوى السياسية المتصلبة، والتي ترفض التنازل لبعضها البعض، ولا تبادر للحوار بهدف الإتفاق على رئيس جديد للجمهورية، يحمل الصفات الإنقاذية للحال المأساوية التي وصل إليها لبنان، ما يشير إلى أنَّ الواقع السياسي والرئاسي في لبنان لا يزال مسدوداً بانتظار التسويات والحلول الخارجية.

في هذا السياق، أكّد النائب السابق مصطفى علّوش أنَّ “إسم رئيس الجمهورية القادم مدني أو عسكري سيأتي عن طريق التسوية، والركن الأهم فيها هو حزب الله، الذي لن يقوم بأي تسوية إلا من خلال تفاهم دولي على دور إيران وحزب الله في لبنان والمنطقة”.

وأشار إلى أنَّ “الصعوبة الآن ليست نابعة من عدم إتفاق اللبنانيين، الدستور واضح، يحتاج إلى نوع من التوافق لذهاب 86 نائب إلى البرلمان لانتخاب رئيس، الإشكال الآن أن أي اسم سيقبل به حزب الله ويتوافق عليه مع الآخرين بظل عدم تفاهم دولي إيراني يعني أن يكون تابعاً للحزب”.

ورأى علوش أنه، “إذا حصل توافق دولي مع إيران وهو غير مستبعد في الأشهر القادمة، فقد يكون قائد الجيش هو الحل بظل سلة من التفاهمات مع حزب الله على دوره في لبنان والمنطقة، وإن لم يحصل لا مشكلة لدى الحزب في أن ينتظر”.

وحيال طرح إسم قائد الجيش إعتبر أن “فشل الديمقراطية هو سبب اللجوء إلى طرح إنتخاب قيادات الجيش للرئاسة، فعندما تفشل الديمقراطية بإيصال المدنيين نجد أنه يبر ز توافق أو تفاهم على قائد الجيش الذي نظرياً على المستوى السياسي يفترض أن يكون سيادي”.

وقال علّوش: “بعد العام 1958 تم إختيار قائد الجيش على أساس شخصية مقبولة من الأطراف المتصارعة في لبنان وعليه، الأزمة المستغربة كانت اللجوء إلى إنتخاب إيميل لحود في فترة الهدوء”.

وأضاف، “في تلك الفترة كانت سوريا تختار من المدنيين وكان لديها سلّة كبيرة من الأسماء القادرة على إختيارها، ولكن وقتها لم يكن لحافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد ثقة إلا بهذه الشخصية، وربما للتأكيد على السيطرة على البلد”.

وتابع علّوش، “إنتخاب ميشال سليمان أتى بعد حرب نهر البارد، ومن بعدها إجتياح بيروت من قبل حزب الله وإتفاق الدوحة، ونعتبر أن ميشال عون من خارج المنظومة العسكرية ولكن وهجه جاء من خلال وجوده كقائد جيش”.

وأكمل، “اليوم هناك فشل للديمقراطية بأخذ خياراتها، وطرح التوافق بهذه اللحظة قد يأتي بقائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وربما آخر، ولكن هذا التوافق لا ينتظر خيارات داخلية بل توافق بين إيران والقوى الأخرى ربما الفرنسيين والأميركيين لطرح رئيس جديد للبلد”.

وعن ترشيح فرنجية أوضح علوش، “حزب الله يتكلم بشكل واقعي بموضوع الإستحقاق الرئاسي، لا يعلن أن سليمان فرنجية هو مرشحه الوحيد لأن حظوظ وصوله عرضة لكثير من الأمور وأهمها عدم موافقة جبران باسيل”.

واستطرد قائلاً، “حزب الله لا يريد أن يخسر باسيل بشكل كامل كورقة إحتياط مقابل ضعف إحتمال وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة وخصوصاً أنه لا يتمتع بقاعدة شعبية واسعة، رغم أنه قد يكون قادراً على تأمين 65 صوتاً له، ولكن لا يمكنه إنزال ثلثي المجلس لانتخابه”.

وفي سياق متصل شدد علوش على أنَّ، “الحزب يعتبر أن رضا ولاية الفقيه ومكاسبها الإقليمية أهم ومن ضمنها وضعه في لبنان، أي أنه لن يذهب إلى تفاهم دولي بدون دخول إيران على الخط بهذا الخصوص”.

وأكّد أنَّ “ما تريده السعودية حتى تعود إلى الساحة اللبنانية هو سلّة متكاملة تشمل رئيس جمهورية إصلاحي والإلتزام بالدستور، وهذا يعني جيش موحد وقوى مسلحة واحدة، وحكومة إصلاحية، لا يوجد فيها شخصية متهمة بالفساد لا على المستوى السياسي ولا على المستوى المالي”.

وختم علوش بالقول، “السعودية ترى أن إمكانية إخراج لبنان من الأزمة حالياً منعدمة، وأي مساعدات بدون الإصلاح سيؤدي إلى عكسه، لأن الأموال ستصرف بطريقة يملؤها الفساد، الموقف السعودي واضح، يريد خيارات بالإتفاق على سلة كاملة من الإصلاحات بلبنان ليقوم بأي استثمار مادي ومعنوي وسياسي في لبنان”.

المصدر: ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى