مشهدٌ في لبنان تكرّر في أميركا.. ما هو؟
بعد 15 جولة من التصويت، انتخِبَ الزعيم الجمهوري الأميركي كيفن مكارثي، اليوم السبت، رئيساً لمجلس النواب الأميركي.
وحصل مكارثي على 216 صوتاً في الجولة الأخيرة، إثر مفاوضات شاقة، مع مجموعةٍ من النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب. وبشكل أو بآخر، فإنّ مشهدية فشل انتخابات مكارثي على مدى الجولات الانتخابية العديدة أعادت الأذهان إلى مشهدية انتخاب رئيس الجمهوريّة في لبنان، إذ كان مجلس النواب يجتمع مراراً لانتخاب رئيس للجمهوريّة من دون جدوى.
المُفارقة هو أنّ سياق الانتخابات في أميركا لا يختلف تماماً عن السياق الانتخابي في لبنان. ففي أميركا كما في بيروت، فإنّ أمر الانتخاب يتعلّق بمفاوضات أقيمت من أجل استقطاب أصوات نوابٍ أميركيين من كُتلٍ مختلفة لتصبّ لصالح مكارثي. أما الأمر الأهم الذي حصل في أميركا والذي نشهده في لبنان أيضاً هو مشهدية الإتصالات والتفاهمات بين مختلف الأطراف لتمرير انتخاب شخصية محددة وسط وجود فرضيات ترتبطُ بـ”تمريقات” في شؤون تشريعيّة.وعملياً، فإنّ ما جرى في الولايات المتحدة كشف عن أزمة وانقسامات داخل السياسة الأميركية، والدليل على ذلك هو عمليات الأخذ والرّد بين مختلف الكُتل النيابية للاتفاق على مرشح والتصويت له، في حين أنه كان هناك حديثٌ عن وجود “تمرّد” لنواب في الحزب الجمهوريّ كانوا رافضين التصويت لمكارثي الذي يرأس حزبهم.
إذاً، وبعد كل هذا العرض: هل نشهدُ في لبنان نهاية سعيدة لانتخابات رئاسة الجمهوريّة؟ هل يتحقّق الانتخاب حقاً في الجولة الـ15 مثلما حصل في الولايات المتحدة؟ الإجابة كفيلة بالتحركات السياسية ومرتبطة بالحوار الذي لم ينجح عقده حتى الآن رغم كل المحاولات لذلك.