محليات

كيف تجرؤ بهيّة الحريري على ملاطفة باسيل؟

أكثر الصور التي حصدت تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي الأسبوع الماضي، كانت تلك التي جمعت رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، والنائبة السابقة بهية الحريري، خلال حفل الميلاد الذي أقيم في مطرانية الموارنة في صيدا. ولعلّ الإبتسامة التي زيّنت وجه جبران وبهية، كانت سبباً كافياً لاستنفار جيوش تيار “المستقبل” على وسائل التواصل لتوجيه ضربات نارية على عمّة الرئيس سعد الحريري.

لا يمكن رؤية صورة كهذه دون الوقوف عندها، والتدقيق فيها وبما تخفيه من حقائق لا يُمكن نكرانها أو نفيها. صورة بهيّة وباسيل وابتسامتهما تؤكد المؤكد، العلاقة بين سعد الحريري وعمّته متوترة إلى حدٍ كبير.

وما كانت السيدة بهيّة لتجرؤ على ملاطفة باسيل والجلوس بجانبه كتفاً على كتف لو لم تكن علاقتها بالرئيس الحريري شبه منقطعة، خصوصاً وأن باسيل هو أكثر من تسبّب بأذية الحريري الممنوع من ممارسة العمل السياسي حتى إشعارٍ آخر. لكن رئيس “التيار الوطني” له مكانته في عائلة بهيّة الحريري، كيف لا وهو من ساهم في بناء ظاهرة نادر الحريري نجل بهيّة، وقد تردّدت معلومات تفيد أن عدة لقاءات عقدت بين باسيل ونادر في الخارج، وقد يكون هناك نية لإدخاله مجدداً إلى الحياة السياسية بعد انقطاع لسنوات.

يبدو أن السيدة بهيّة قرّرت إعادة ترتيب بيتها الداخلي، لكن هذه المرة من خارج عباءة “الزعيم”. فمنذ الإنتخابات النيابية وبهيّة الحريري تمارس نشاطاتها وكأنها لا تزال نائبة عن صيدا، ضاربةً بعرض الحائط قرار “المستقبل” ورئيسه تعليق العمل السياسي.

كلّ ما يهمّ بهيّة الحريري راهناً هو البقاء في “الكادر”، وذلك كي لا تخرج من حسابات الجهات الدولية المانحة، وكي لا تكون مجرّد ذكرى في أذهان الصيداويين الذين اختاروا لهم نائبين يمثلان صيدا وأبناءها عن جدارةٍ واستحقاق، عبد الرحمن البزري وأسامة سعد.

تسعى الحريري للمحافظة على دورها السياسي في المنطقة مستعينةً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي يؤمّن لها ما تريده من خدمات داخل الدولة، في القضاء والأمن والإدارة، إضافةً إلى أن للحريري الكلمة الأقوى في بلدية صيدا، وبعض الوزارات التي لا تزال تحت هيمنة “المستقبل” أو مقرّبين منه.

يمكن القول أن علاقة بهيّة الحريري بنائبي صيدا الحاليين ليست ممتازة، لكنها ليست سيئة. هي قادرة على نسج خطوط التواصل معهما، ولو بدرجة متفاوتة بين البزري وسعد، فالأخير يشعر بالإحراج منها لإدعائها أنها منحته ما يقارب الـ 3000 صوتاً تفضيلياً في انتخابات أيار الماضي، أما البزري فيتعاطى معها من منطلق التعاون والتلاقي مع كافة فعاليات المدينة لا أكثر ولا أقل.

لسنا بوارد الدفاع عن سعد الحريري خصوصاً أنه كان السبب الأساس لتحكّم باسيل بمفاصل الدولة اللبنانية، لكن الأكيد أيضاً أن بهية الحريري حكمت في صيدا لسنوات طويلة، وها هي صيدا اليوم تعاني ما تعانيه من أزمات إنمائية وإجتماعية ومعيشية تدفعنا للسؤال عن انجازات السيدة الحريري التي مثّلت صيدا في مجلسي النواب والوزراء منذ العام 1992 حتى 2018.

من يرغب اليوم بتعويم ظاهرة بهيّة الحريري في صيدا؟ وما حقيقة علاقتها الوطيدة مع إبن شقيقها بهاء الحريري، الذي يكنّ العداء لأخيه سعد؟

ليبانون ديبايت – محمد المدني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى