محليات

من طرابلس الى بريح.. مَن يريد اثارة الفتنة ولماذا؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

استفاق اهالي سكان بريح الشوفية على رسومات على ابواب منازل البعض منهم، بالطلاء الاحمر، ليلة الميلاد، في رسالة سلبية تجاههم، وقد تبين ان البيوت المستهدفة تعود لمسيحيين من البلدة التي يتعايش فيها المسيحيون والدروز. بريح التي شملتها المصالحة بين الطائفتين عام 2000، تشهد استقرارا وحالة من الوئام بين اهلها وإن سُجّلت منذ عودة من هُجروا منها، اليها، بعضُ الحوادث المتنقلة والمحدودة جدا في المكان والزمان والمفاعيل.

طرفا المصالحة الأساسيان القواتُ اللبنانية والحزبُ التقدمي الاشتراكي سارعا إلى تطويق ذيول ما جرى مؤكدَين ان التعايش باق وان المصالحة التي رعاها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير صامدة ولن يتمكن منها احد. في السياق، أكد نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، أن “ما حصل في بريح لا يعكس واقع الحال في البلدة التي يعمّ فيها التآخي والتفاعل؛ والدليل الاحتفالات التي تزامنت مع الميلاد: قبله وبعده، كما أنّ ذلك لا يعكس المناخ العام السائد في الجبل، حيث يسود الأمن والاستقرار والطمأنينة، إذ على الرغم من الضغوط المعيشية والاقتصادية القاسية لقد تشكّلت فرصةً إضافيّةً للمزيد من الوحدة في الجبل لا التفرقة، وبالتالي ما حصل لا يمتّ إلى بريح ولا إلى منطقة الجبل بصلة”. وأشار إلى أن “هذه الحادثة أتت من خارج السياق العام وهي مفتعلة من مغرضين لن يتمكّنوا من تعكير صفو هناء الحياة في بريح والجبل، فضلاً عن أنّ هذه الأعمال ليست مرفوضة في الجبل وحسب بل في لبنان ككلّ”. وأكد أنّ “العبث بالسلم الأهلي خطّ أحمر، وأنّ المصالحة جوهر وجود هذا الجبل، والتصدي لهذه الأعمال هو تصدٍّ مشترك من المسيحيين والموحدين الدروز في وحدة صفّ وموقف حفاظًا على استقرار الجبل بوجه خاص واستطرادًا لبنان كلّه بوجه عام”. وطالب الأجهزة المعنية بتوقيف الفاعلين، مشدداً على أنّ :ما حققته المصالحة أكبر بكثير من محاولات خبيثة للتشويش على مفاعيلها”.

من جانبه، غرد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله عبر حسابه على “تويتر” كاتبا “المصالحة الحقيقية في الجبل، والعيش الواحد فيه، لن تعكره الممارسات الصبيانية، واستحضار شعارات غريبة عن بيئتنا. بريح الشوف، كانت وستبقى نموذجا للمحبة والتآخي والألفة، بخاصة في زمن الاعياد. ما حصل مدان من قبلنا، وهو في عهدة القوى الأمنية. ولتقطع كل يد تحاول العبث بأمن الناس”. بدوره، قال عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة في بيان “من العبوة على مقر الماسونية في بعقلين، إلى طلاء بعض أبواب المنازل في بريح، تصلنا رسائل مختلفة الأشكال ومتعددة الجهات، تستهدف بأعمال دنيئة وغير مسؤولة، استقرار الشوف الصامد. المصالحة مقدسة. ارفعوا ايديكم عنها”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن توقيت هذه الحادثة مدروس من قبل مَن قاموا بها. وفيما تستبعد ضلوعَ اي من سكان البلدة او الجبل فيها، تشير الى ان ثمة جهات محلية واقليمية تناسبها اليوم خربطةُ الاستقرار والسلم الاهلي لتنفيذ مخططاتها وإبقاء نفوذها الاقوى في الداخل. وتعتبر المصادر انه وفي ظل الشغور، ستحاول هذه الجهات لعب اكثر من ورقة لزعزعة الامن، وستضرب في خواصر لبنان الرخوة للوصول الى مآربها. هي تحركت وستتحرك في طرابلس مثلا، لتأليب السنة والعلويين على بعضهم البعض او لجر ابنائها الى التقاتل بسبب الضائقة المالية، كما انها تلعب وستلعب على الوتر الطائفي، كما فعلت في بريح.. فورقة الأمن سيتم استخدامها لأغراض سياسية وعسى ان يحافظ اللبنانيون، مواطنين وقيادات، على رباطة جأشهم لمنع الفتنة وإفشال مشاريع مَن ينفخون في نارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى