معطيات قد تساهم في كسر المراوحة الرئاسية.. ولكن!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
إذا كان الطريق الى الاستحقاق الانتخابي مقطوعا حاليا، بفعل المعطيات السياسية القائمة التي أدخلت الانتخابات في مراوحة سلبية قاتلة، فإن الرهان هو على جملة تطورات قد يحملها مطلع العام، لمحاولة فتح ثغرة في جدار الازمة.
وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن هذه التطورات محلية وخارجية. فالماكينات الداخلية ستتحرك مجددا بعد الاعياد لكسر الستاتيكو. وهنا، يتوقّع ان يقوم رئيس مجلس النواب نبيه بري بمباردة ما. هي لن تكون “حوارية”، اي انها لن تشبه الحوارين اللذين كان يعتزم الدعوة إليهما وقد تم احباطها من قبل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وايضا من قبل بكركي التي اكد سيدها ان الاولوية هي للانتخاب لا للحوار، بل يُتوقع ان تكون على شكل مشاورات سيجريها بري مع الكتل النيابية.
داخليا ايضا، ومن المعطيات التي يمكن ان تساعد في الخروج من المراوحة، التوصل بين اهل الفريق المعارض للمنظومة، اي بين الاحزاب والشخصيات التي تصوّت اليوم للمرشح ميشال معوض من جهة، وبين النواب التغييريين والمستقلّين (…) على اسم مرشح واحد، قد يكون معوّض او سواه، وقلب المعادلة القائمة اليوم رئاسيا بما يحشر اكثر الثنائي الشيعي ونواب التيار الوطني الحر والجهات التي تعطّل نصاب الجلسات او تصوّت باوراق بيضاء… اما اتفاق هذا الفريق، اي نواب الثنائي والتيار، على اسم مرشّح واحد، فيبدو حتى الساعة مستحيلا، في ظل الرفض القاطع الذي يبديه رئيس لبنان القوي النائب جبران باسيل (حتى اليوم)، لفكرة الانتقال الى ضفة داعمي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واستبعاد تخلي حزب الله عن دعم الاخير رئاسيا.
خارجيا، تتجه الانظار الى باريس التي تستضيف اجتماعا يجري التحضير له، يضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر. وقد اعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حديث صحافي منذ ايام، عقب انتهاء مؤتمر “بغداد 2” في عمان، أنه سيتخذ “مبادرات في الأسابيع المقبلة بشأن لبنان”، ونفى “إمكان جمع مؤتمر دولي للبنان”. كما ان جامعة الدول العربية قد تتحرك لتقريب المواقف اللبنانية، وقد ابدى الامين العام للجامعة احمد ابو الغيط من بيروت منذ اسبوع ايضا “استعداد الجامعة العربية للقيام بدورها على صعيد الحوار بين اللبنانيين لحل الانسداد السياسي بالبلاد”.
لكن وفق المصادر، كل هذه الحركة المحلية والدولية قد لا تكون كافية لانتخاب رئيس، ذلك ان الحل والربط في هذا الملف في يد ايران التي تأخذ، عبر حزب الله، الاستحقاق رهينة ولن تفرج عنه الا مقابل ثمن ما، يسدده لها الغرب، نوويا او عربيا…