هل تُحلّ حادثة رميش قبَليًا عبر “تبويس اللحى”؟!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في محاولة لتطويق ذيول حادثة رميش الاخيرة، زار وفد من قيادة حزب الله في منطقة جبل عامل الأولى، الاربعاء، برفقة رؤساء بلديات ومخاتير بلدية رميش حيث استقبلهم نائب رئيس البلدية سمير العبدوش وراعي أبرشية رميش الخوري نجيب العميل وعدد من أهالي البلدة وأصحاب عدد من عقارات البلدة. وبحث الطرفان وفق إعلام الحزب، في “اللغط الإعلامي” الذي حصل أخيراً حول عمل جمعية “أخضر بلا حدود”، وأكد المجتمعون أن “ما جرى إشكالية وليس مشكلة، وقد حُلّت مباشرة، وما بثّته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات الإعلامية، ليس سوى تضخيم للموضوع الذي أثير بطريقة أكبر بكثير من الواقع”. وأكد راعي أبرشية رميش وفق الحزب ايضا، أن “ليس هناك تعد على أي من أراضي البلدة، وما حصل ليس له أي قيمة على الإطلاق، ونشد على أيدي كل من يريد أن يحمي الحدود أو أن يزرع الشجر. وجرى الاتفاق على استمرار الاتصال والتواصل لتفادي أي إشكالية مشابهة، وسنبقى نعيش سوياً كما كنا على مدى مئات السنين”.
غير ان ما تم تعميمه استدعى توضيحا من الكاهن العميل الذي اصدر بيانا امس جاء فيه: اتفقنا على البدء بإزالة التعديات وعلى التمسك بالعيش وفق افضل علاقات حسن الجوار. اما تصريحي بعد اللقاء وقولي “ما في تعدي” فعنيت به ان التعديات ستزال ولن تبقى هناك تعديات، إلا ان البعض فسر كلمتي وفق مصالحه. وما تأكيدي على دور الجيش سوى دليل على ما قلته داخل الاجتماع. اجدد تأكيد تمسك اهل رميش بأرضهم وبدولتهم وبإحتكامهم اليها وتعويلهم على دور الجيش. كما أشدد على علاقات حسن الجوار الندية.
قبل هذه الزيارة، اعلن الحزب ايضا عن اتصال حصل بين مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في الحزب عبدالله ناصر ومنسق التيار الوطني الحر في الجنوب وسام العميل، مشيرا في بيان الى ان الطرفين “أكدا أن ما حصل في رميش جرى حلّه مباشرة، ولا يوجد أي تداعيات لتلك الإشكالية، وشددا على أن ما يجمع بين أهالي بلدة رميش والقرى المجاورة ليس سوى المحبة والألفة، وأنه لا يوجد أي تفرقة بين أي من أهالي تلك القرى”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذه التطورات ليست إلا معالجة بدائية “قَبَلية” لأزمة كبيرة يُفترض ان تحلّها الدولة والقوانين المرعية الاجراء. اما التواصل بين الحزب والتيار فيصبّ في اطار تعزيز علاقتهما المهتزة، و يُعتبر استغلالا من قِبلهما للحادثة، لتعويم نفسيهما شعبيا أوّلا ولمحاولة القول ان “تفاهم مار مخايل لا يزال حيا يرزق على الارض”، ولاستخدام الحادثة في وجه خصومهما وعلى رأسها القوات اللبنانية، خاصة وأن الاعلام الذي يدور في فلك محور الممانعة، حاول الايحاء بأن “لا وجود لاي اشكال في رميش وبأن معراب دخلت على خط ما فعلته جمعية “أخضر بلا حدود” على الارض، لتأليب الاهالي وتحريضهم ضد حزب الله”!
لكن، وفق المصادر، اذا لم تضع الشرعية بوزاراتها المعنية واجهزتها الامنية والقضائية المختصة، يدها على هذا الملف الذي عمره سنوات وليس وليد الامس، لتعطيَ كل صاحب حق وحقه، ولتحسم الخلاف بين الحزب المتلطي خلف الجمعية من جهة، والاهالي من جهة ثانية، مرة لكل المرات، فتحرّمَ او تحلّل للجمعية، التحركَ ضمن الاراضي التي تنشط فيها، فإن الخلاف سيتجدد بين الطرفين، ولو بعد حين.. فهل تفعل؟
الى ذلك، وفي خانة الخطوات “المفيدة” لحل المشكلة بعيدا من سياسة “تبويس اللحى”، بدت لافتة تغريدة لرئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان” النائب السابق فارس سعيد، سأل فيها “الا تستحقّ رميش زيارة من قبل نقابة المحامين والمهندسين ومن النواب لمعرفة ماذا يحصل وتشكيل لقاء وطني للدفاع عن الحقوق؟ هل الملكيّة الفرديّة والعقارية أقلّ قيمة من قانون الأحوال الشخصيّة او الزواج المدني او الاستقرار النقدي؟ ام نحن مصابون بـ”شجاعة القبول” كما يقول د. رضوان السيّد”؟