مواقف عون تبشّر بتصعيد رئاسي إضافي!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في مواقف سياسية هي الاولى له بعد خروجه من قصر بعبدا، أكّد رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون “أنّنا أمام 4 سنوات من الانتظار حتى يتحسن الوضع الاقتصادي”، مشدداً على ضرورة “الحفاظ على خطنا السياسي والعمل على المحاسبة”. وقال عون بعد ترؤسه اجتماع تكتّل “لبنان القوي” في سنتر ميرنا الشالوحي عصر الثلثاء “اشتقت لكم ونحن كما قلت يوم تركت بعبدا لقد انهينا مرحلة وبدأنا أخرى جديدة لنكمل عملنا بكشف الفاسدين”. وأضاف “علينا أن نعرف ماذا ينتظرنا خلال المرحلة المقبلة وفي حال لم تتغير الطبقة الحاكمة الحالية لن يكون هناك وطن”. وشدد على “أنّنا نريد رئيساً يستطيع أن يكمل الطريق وليس صعباً أن نتمكن من المحاسبة ولكن علينا الاصرار على ذلك، أبناؤنا يهاجرون من أجل تلقي العلم ولا يعودون”… وتحدث عن” المسار الذي اتّبعه خلال ولايته الرئاسية لإصلاح الدولة بمؤسساتها وإنقاذ الشعب من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان بسبب السياسيات الاقتصادية الخاطئة المعتمدة منذ الطائف ولغاية اليوم”. وأضاف “ترسيم الحدود كان هديتي إلى اللبنانيين قبل انتهاء ولايتي الرئاسية، وبانتظار التنفيذ علينا أن نناضل، لأنّه إذا لم تتغيّر الطبقة الحاكمة لن يكون هناك وطن، فمن حكم 32 عاماً بسلب الأموال العامة وإفقار الشعب وكسر الخزينة وبالاستيلاء أخيراً على جنى عمر الناس، يجب أن يُحاسب”. واعتبر أن “من المهم أن نحافظ على خطنا السياسي ونحاسب، لنقوم بعدها بإعادة بناء الدولة بكلّ مؤسساتها، فبناء المؤسسات من القضاء إلى الإدارة والأمن هو السبيل الوحيد لتكوين دولة المواطن الذي لا يمكن أن تحميه إلا هذه المؤسسات”… إلى ذلك شدد الرئيس عون على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكمل ما بدأه خلال ولايته لأنّه “لا يجوز بعدما تخطينا ثلاث أرباع الصعوبات من المسار الإصلاحي أن نقف عند عتبة الربع الأخير وبالتالي يذهب كل ما تمّ بناؤه سدىً”.
تثير مواقف عون الكثير من الاستغراب وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، اذ انها صادرة عن مسؤولٍ جلس على الكرسي الاول في البلاد لمدة 6 سنوات كاملة، وتحكّم مع حلفائه، بالسلطاتِ التنفيذية والتشريعية، وعيّن مقرّبين منه في معظم الادارات الرسمية وفي المراكز- المفاتيح في المؤسسات الاقتصادية والمالية والعسكرية والامنية والقضائية..
ورغم كل ذلك، تتابع المصادر، هو لا يزال يشكو الطبقةَ الفاسدة ويلومها على الانهيار، ويطالب بتغيير الطبقة الحاكمة! فهل يستثني نفسَه وتياره، من هذه الطبقة؟ ولماذا لم يتمكن من محاربة الفساد ومن كشف الفاسدين ومن محاسبتهم خلال عهده؟ واذا كان الآخرون “ما خلّوه”، لماذا لم ينسحب او يستقل او يسمّ هؤلاء بالاسم؟
على اي حال، وبعيدا من هذه المواقف التي باتت كاللازمة في كل خطابات الفريق البرتقالي، فإن الخطير في ما قاله اليوم هو ان عون يدعو الى انتخاب رئيس يكمل نهجه. وهذا يعني، عمليا، انه ورئيس التيار النائب جبران باسيل، مستمران في التمسك بانتخاب الاخير او بانتخاب شخصية يرضى عنها باسيل، للرئاسة، خاصة وان رئيس “لبنان القوي” يرفض وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وايضا قائد الجيش العماد جوزيف عون الى بعبدا. ما قاله الرئيس السابق، “يبشّر” اذا بتعقيد إضافي في المشهد الانتخابي.. ويبدو ان سياسة التعطيل التي انتهجها عون ليتم انتخابه وليتم توزير باسيل سابقا، ستتكرر اليوم الى حين إيصال باسيل الى القصر.. فكيف سيتصرّف حلفاؤه هذه المرة؟ وهل يمكن للقاءات الدولية المرتقبة حول لبنان في باريس الشهر المقبل والتي ستستثني في مرحلة أولى ايران، أن تبدّل شيئا في المراوحة السلبية القاتلة المتحكمة بالاستحقاق؟