من أَفشَلَ مسعى النواب التغييريين للحوار والحل؟
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تحول المجلس النيابي، كما الساحة اللبنانية برمتها، الى حلبة صراع وتعطيل للحياة السياسية، وتاليا لشؤون البلاد، واضحى يوم الخميس من كل اسبوع محطة لتظهير صورة الشغور على حقيقتها امام العالم والرأي العام المحلي بما هي من تحالف تعطيلي للاستحقاق الرئاسي يرهن البلاد للارادات الخارجية وينتظر التسويات العابرة للحدود والمصالح الوطنية لصالح تخصيب اوراق التفاوض في يد المحاور الخارجية على حساب لبنان وابنائه.
وبانتظار الضوء الاخضر الاقليمي ايذانا بتقريش الورقة اللبنانية والرئاسية مع الغرب، يلازم حزب الله وحلفاؤه رصيف الملعب النيابي – الرئاسي، فارضين تمديد الوقت الضائع في زمن الشغور والاستمرار في المراوغة بالورقة البيضاء في صندوقة الاقتراع وتطيير النصاب فور انتهاء الدورة الانتخابية الأولى، بينما على الجبهة المقابلة تواصل قوى المعارضة معركتها في سبيل لبننة الاستحقاق وتحييده عن ساحة التسويات الخارجية مع بروز توجه لضرورة توحدها في ظل امعان الفريق الاخر في حجب اسم مرشحه ومنع اللعبة الديموقراطية من أخذ مجراها.
النائب التغييري ابراهيم منيمنة يؤكد لـ”المركزية” ان الانقسام العامودي بين المكونات السياسية والنيابية حال دون الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، يبدأ معه وقف الانهيار المروع الذي تشهده البلاد على كل المستويات. ويعترف منيمنة بفشل نواب التغيير في تحقيق مقاربات بين القوى السياسية التي تواصلوا معها لتقريب وجهات النظر من اجل الاجماع على وجوب الحوار كمقدمة لملء الشغور الرئاسي، لافتا الى ان ارتباطاتها الخارجية حالت وتحول دون انتاج تفاهمات لبنانية حول اي من المشكلات والازمات القائمة، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية. “ما يدفعنا الى التأكيد ان حل الازمة الراهنة غير ممكن من دون تفاهمات اقليمية ورعاية دولية”.
وعن دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار وعدم التجاوب معها، يقول: “كان من الممكن استئنافها بسبل أخرى كأن تكون الجلسات ثنائية أو أن يتم التواصل عبر موفدين، لكن هذا لم يحصل حتى اليوم رغم مطالبة البعض بذلك”.
ويختم ردا على سؤال: “من الطبيعي ان يؤيد كل لبناني دعوة البطريركالماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الحل تحت سقف الطائف والحرص على نموذج التعايش الفريد في بوتقة وطنية واحدة”.