هل من أزمة كبرى ستنفجر في 2023؟
كتب أنطوان الفتى في “أخبار اليوم”:
هل من أزمة اقتصادية عالمية جديدة في عام 2023، يجب أن نحضّر أنفسنا لها سلفاً منذ الآن، وذلك من باب التفشّي الرّهيب لجائحة “كوفيد – 19” في الصين؟
إغلاقات؟
وهل يكون العنوان الأساسي للعام القادم، هو حصول خضّة أو هزّة كبرى، أو ربما خسائر هائلة في الأسواق العالميّة، بسبب الأزمة الوبائية في الصين صاحبة الاقتصاد العالمي الضّخم، خصوصاً إذا أدّت تلك الأزمة (الوبائيّة) الى إغلاقات إجبارية حادّة هناك مستقبلاً، قد تزيد من أوجاع الاقتصاد الصيني الذي يُعاني من النتائج الوبائية وحيداً، وبعدما تقدّم العالم أشواطاً في التعافي من الجائحة؟
ثمار اقتصادية
تُشير بعض التوقّعات الى أنه قد يموت ما يصل الى مليون شخص في الصين، خلال الأشهر القليلة القادمة، بسبب تفشّي الجائحة، في وقت تسعى فيه بكين الى التّخفيف من الإجراءات التي اعتمدتها سابقاً على خلفيّة سياسة “صفر كوفيد”. وهذا ما يزيد من حالات عَدَم اليقين الاجتماعي، والاقتصادي، التي ستتضاعف هناك مستقبلاً.
فهل ستدفع الصين في عام 2023 ثمن ما قطفته من ثمار اقتصادية من جراء الحرب الروسيّة على أوكرانيا، خلال العام الحالي، وذلك بسبب “كوفيد – 19″؟ وهل تبقى الأثمان الاقتصادية تلك داخل الحدود الصينيّة، أم تتعدّاها الى ما هو أوسع بكثير؟
الصين وحدها
أشار الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى أن “مشكلة تفشّي “كوفيد – 19″ تخصّ الصين فقط. فالاقتصاد الصيني سيشهد تراجُعات لن تتسبّب بأزمة اقتصادية عالميّة، وستؤثّر على الصين وحدها، مهما بلغ حَجْم الإغلاقات المُحتَمَلَة مستقبلاً”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “الصين وقفت جانباً في ملف الحرب على أوكرانيا. فهي مُؤيِّدَة لروسيا، ولكنّها لا ترغب بمُعاداة الولايات المتحدة الأميركية، وهي تعتقد أنها ستربح من جراء تلك السياسة. ولكن ها ان علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة تراجعت كثيراً، فيما ليست قادرة على أن تربح الكثير من روسيا فعلياً. وبالتالي، الخطأ الأساسي الذي وقعت به الصين هو أنه بدلاً من أن تكون ضدّ الحرب، بيّنت وكأنها داعمة لها، عبر الحياد. وهذا مُضرّ لها في مدى بعيد، بدليل أن الغرب الأوروبي لا الأميركي وحده غيّر الكثير في نظرته إليها (الصين)، وبات خائفاً منها أكثر على صعيد المنافسة الاقتصادية”.
وأضاف: “السياسة التي اعتمدتها الصين تجاه الحرب في أوكرانيا، والتي يعتبرها الصينيّون ذكيّة، ستنعكس عليهم سلبياً. فهم حشروا أنفسهم مع الروس كثيراً، بحجّة عَدَم عزل روسيا، ومن دون أن يأخذوا في الاعتبار أن لا مصلحة صينيّة بوضع روسيا على ظهر الصين، وكأن ما عاد لديها (الصين) سوى العمل على الحفاظ عليها (روسيا)”.
حَذَر
وأكد حبيقة أنه “في عام 2023، ستبدأ آثار الصّراع المُتزايِد بين الصين والغرب، و(آثار) تفشّي “كوفيد – 19″ بالظّهور في الصين، أكثر ممّا كانت عليه في عام 2022. فالصينيّون يعلنون عن انخفاض مهمّ بالنموّ. وبالتالي، ستشهد الصين انخفاضاً بقوّتها الاقتصادية، وحَذَراً في علاقاتها الاقتصادية المستقبلية”.
وعن الاتّفاقيات الصينيّة – السعودية الأخيرة، التي وُقِّعَت خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ السعودية، لا سيّما ما يتعلّق منها بالتكنولوجيا، والحديث عن التحضير لحقبة التعاملات النّفطية بالعملة الصينيّة بدلاً من الدولار الأميركي بين الطرفَيْن، أجاب:”هذه الأمور لن تغيّر في المشهد الاقتصادي العالمي. فلا قيمة للعملة الصينية على الصعيد الدولي حالياً. والهدف الأساسي الوحيد للخليجيّين هو الحصول على حماية أمنيّة من إيران، فيما من أكثر الأمور التي تهمّ الصين هي توسيع مصالحها مع إيران ودول الخليج معاً، أي أن تربح بكين مع الجميع، وليس أن توفّر الحماية الأمنيّة لأحد”.
وختم: “هنا قوّة الولايات المتحدة الأميركية، التي لا أحد قادراً على توفير الحماية الأمنية لدول الخليج من إيران سواها. فالدول الخليجية تطوّر علاقاتها مع الصين، ولكنّها غير قادرة على التخلّي عن أميركا من أجل بكين. وتطوير العلاقات الصينيّة – الخليجيّة يتمّ ضمن إطار موافقة أميركية، أو غضّ نظر أميركي، وليس الى درجة تغيير التحالُفات الخليجية من واشنطن الى بكين”.