إلى نواب التيار: هل تقبلون السير مع المقامر بإرثكم؟
كتبت انجيلا عيد في “السياسة”:
لأن التركيبة اللّبنانية فريدة ولأنّ الشعب اللّبناني لم يعد قادرًا على إحداث تغيير من دون مساعدة المجتمع الدوليّ، أطلق بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صرخة في عظة الأحد يناشد فيها المجتمع الدوليّ التدخل لمساعدة لبنان. الراعي الغاضب لما وصلت اليه الأمور بعث بأكثر من رسالة أهمها الى حزب الله: نريد رئيسًا يحمي ظهرَ لبنان وليس ظهر هذا أو ذاك”، هذا في بكركي.
وعلى خط موازٍ لم تبقَ جلسات انتخاب رئيس للجمهورية مجرد مسرحية هزلية أسبوعية تعرض على الشاشات اللّبنانية بل تحولت إلى ساحة معركة يتبادل خلالها السياسيون غير السياديين المواقف وكأنّ البلاد في أحسن حال. المشهد العام لم يتبدل، باستثناء تصويت بعض نواب لبنان القوي بعبارة”الميثاق”. طبعا”،انها مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المتقلبة المتغيرة سعيًا لإيجاد مكانة له يحقق من خلالها مطامعه، بعد محاولته تهديد، بعض القوى السياسية بهدف محاسبتها سياسيًا لأنها استبعدته ولم تعطه الأفضلية في دعم مرشّح للانتخابات الرئاسية. فانقلب السحر على الساحر، ورضخ باسيل مقدّمًا اعتذاره للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تحت ذريعة توضيح مواقف أرغم على اتّخاذها.
فإلى المسؤولين والنواب في التيار الوطني الحر وكتلة لبنان القوي نقول: أين أنتم من كل هذا؟ مواقفكم؟ انتماءكم الوطني؟ هل تقبلون بدوركم أن تكونوا بلا لون وبلا قيمة تنفذون أوامر رئيسكم حتى لو تعارضت مع قناعاتكم؟ هل تقبلون السير نحو المجهول مع مقامر في كل الإرث العونيّ سعياً الى السلطة؟ ماذا عن تذرعكم بحماية حقوق المسيحيين؟ كيف تواجهون من اختاركم من اللّبنانيين وأوكلكم مسؤولية إنقاذه من الأزمة؟ أين الاستقامة، المصداقية، المواقف الوطنية؟ ماذا عن عدم تنحي رئيسكم لترشيح أحدكم للرئاسة؟ هل أنتم مجرد أداة؟ حكّموا ضمائركم! كونوا رجال لبنان الحقيقيين! انتفضوا لكرامتكم! انتخبوا من اختاره المسيحيون ليمثلهم في الانتخابات النيابية! انتخبوا أصحاب المواقف، الصادقين باختصار كونوا أوفياء لذاتكم فتكونون بذلك أوفياء للوطن.