عالم المراهنات… “إدمان جديد” يهدد الشباب اللبناني!
ازدادت شعبية المراهنات على مباريات كرة القدم في البطولات الكبرى، خصوصا مع بداية كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، اذ كثر الحديث عنها بشكل واضح.
ومع انطلاق المباريات، بدأت ظاهرة المراهنات بالانتشار بشكل كبير في لبنان خصوصا بين الشباب اذ ان أرقاما مذهلة تُدفَع على توقعات نتائج الفيفا سعياً وراء الربح السريع، بكبسة زر واحدة يمكن أن تتحول حياة المراهن للأفضل وأحيانا كثيرة الى الأسوأ.
وباتت ألعاب المراهنات في متناول الكبار والصغار من خلال عدد من المواقع الالكترونية غير القانونية أو سماسرة يديرون المراهنات من مكاتبهم أو مقاهيهم أو حتى عبر الهاتف.
وكما أن لكل ظاهرة اجتماعية تداعياتها السلبية، فالمراهنة لعبة كبيرة يمكن ان تصل لمرحلة خطرة، تؤثر أحيانا كثيرة على صحة المراهن النفسية.
في هذا السياق، أكّد المتخصص في علم النفس الإجتماعي الدكتور جان كلود حصري، أن المراهنة عندما تتخطّى حدودها يمكن أن تتحول الى نوع من الادمان، مشيرا الى أن الادمان بكل أنواعه له علاقة بالهوية وتحديد الذات أو بتحقيق انتصار وهمي وهنا “ندق ناقوس الخطر”.
وشدد الدكتور حصري في حديث لموقع IMLEBANON على أهمية التعاطي في هذه المواضيع بشكل متوازن لأنها يمكن أن تتحول الى نوع من ادمان خطير وذلك من خلال الشعور بالتعويض عن نقص معيّن وهنا نبدأ بالتكلم عن حالات مرضيّة يمكن أن تصل الى انتحار اجتماعي ومادّي.
ويكشف الدكتور حصري عن تداعيات خطرة لألعاب المراهنات، إذ يوضح أن الخسارة يمكن أن تودي بصاحبها الى حدّ الانتحار بسبب خسارة كافة أملاكه وأمواله نتيجة الهوس بهذه الألعاب.
واعتبر أن وجود التكنولوجيا سهل هذه العمليّة كونها أصبحت في متناول الكبير والصغير، في كل مكان وزمان، من خلال مواقع المراهنات، التي وصفها بـ”الربح السريع” والتي يشعر المراهن من خلالها بتحقيق الذات والشعور بالمغامرة، الأمر الّذي يؤدي الى حالة من الادمان الخطير.
من هنا، نوّه الدكتور حصري على ضرورة معرفة أن هذا النوع من المراهنات والألعاب يمكن أحيانا أن تديرها حركة مقامرة عالمية، والافراد التي تشارك في مثل هذا النوع من الألعاب لا تكون الّا عناصر صغيرة في لعبة كبيرة، يمكن أن تكون “مبطّنة” لا يفهمها المراهن.
وأوضح ان اللجوء الى هذا النوع من الالعاب يكون بسبب اضطراب المراهن النفسي حيث يشعر انه يعوّض عن نقص في الشخصيّة، من خلال الانتصار الذي يمكن ان يحققه.
واضاف ان “الادمان على هذا النوع من الالعاب يحتاج احياناً الى تدخل معالج نفسي للمساعدة في طرق العلاج”.
أخيراً، شدّد الدكتور حصري على اهمية التوعية في هذا الموضوع ومعرفة التمييز بين المراهنات التي تكون مبنيّة على تحاليل ودراسات وبين المراهنات العشوائية التي تعرّض الانسان الى ادمان خطر لا يستطيع ان يتخلّى عنه بسهولة.
الأمر لا يقتصر فقط على مراهنات كرة القدم بل على جميع ألعاب القمار، فانتشار القمار بين المراهقين والمراهقات بشكل عشوائي وغير شرعي يمكن ان تجعلهم يلجأون إلى اساليب خطرة تهدد حياتهم المادية والاجتماعية وذلك من اجل كسب المال.
لذلك، يجب ان تتحرك السلطات لوضع حد لانتشار المراهنات الغير شرعية ومحلات القمار الغير قانونية للحد من انتشارها بشكل خطر بين افراد المجتمع.
ستيفاني كيسو