عصابات السطو من خلدة إلى النبطية: ليل أمني طويل
خلال الصيف الماضي، حاول عدد من الأشخاص الاستيلاء على سيارة أحد المواطنين بالقوة على طريق خلدة عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، فهرب منهم وأكمل طريقه باتجاه قرى شرق صيدا، التي يقصدها من مدينة صيدا باتجاه حارة صيدا، ثم يستمر صعوداً في طريق يقع ضمن مناطق غير مأهولة ومظلمة جداً خلال الليل. ظنّ الرجل يومها أن محاولة “خلدة” انتهت، لكنه عندما تجاوز حارة صيدا، وأصبح بعيداً عن أعين الناس، أوقفته العصابة التي لاحقته، وسرقت سيارته، واقتادته إلى منطقة خلدة لتتركه هناك.
يومها كان من أراد التحدث عن الجريمة، يعتبر أنها حصلت بخلدة لا في الجنوب، على اعتبار أن المحاولة الأولى حصلت هناك، لكن يبدو أن الجنوب ومناطقه التي نادراً ما تشهد هذا النوع من الجرائم، لم يعد آمناً بعد الآن.
حديد وبراميل نفايات
فجر الجمعة الماضي، عند الساعة الثالثة إلا ربع، تعرض أحد الأشخاص من إقليم التفاح إلى وعكة صحية، فحمله أصدقاؤه إلى أقرب مستشفى في النبطية، حسب ما يقول أحد الأشخاص الذين كانوا في السيارة، مشيراً عبر “المدن” إلى أنه خلال طريق العودة وعند وصولهم إلى نقطة تبعد عن جسر حبوش حوالى 500 متراً، عمد أحد الأشخاص داخل سيارة كانت تسير أمامهم إلى رمي قطعة حديدية كبيرة باتجاه السيارة لمحاولة إيقافها، فأصابها من الجانب.
ويضيف الشاب: “عند لحظة رمي قطعة الحديد، فوجئنا على الطريق بوضع براميل نفايات لمحاولة إيقاف السيارة، ما يعني أن العصابة كانت من قسمين، الأول يعمل على الأرض، والثاني في السيارة أمامنا”، مشيراً إلى “أننا لم نتوقف إطلاقاً ونجونا من العوائق في الطريق بأعجوبة، وأكملنا طريقنا نحو القرية”.
أمن النبطية مهدد
لربما هي الحادثة الأولى من هذا النوع التي تحصل في هذه المنطقة الجغرافية، التي ظنّ أهلها أنها بمأمن من عصابات السلب والسطو، مع العلم أن حوادث السرقة باتت ترتفع وتيرتها في الجنوب، رغم الجهد الكبير الذي تقوم به مخابرات الجيش اللبناني، التي لا يقع على عاتقها بالأصل محاربة هذه الجرائم، لكن المخابرات -حسب مصادر أمنية متابعة- تعمل وفق تعميم قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي شدد مؤخراً على ضرورة قيام الجيش بكل ما يلزم للحفاظ على الأمن والأمان، لذلك نجدها تعمل في مكافحة المخدرات، ومواجهة عمليات السرقة.
تأكيداً على هذا الدور، وحسب معلومات “المدن”، منذ حوالى الشهر، وبعد منتصف الليل، ورد اتصال إلى مكتب مخابرات الجيش في النبطية من مالك منزل في بلدة الدوير، يعيش خارج لبنان، يبلغ فيه عن محاولة لسرقة منزله كانت تحصل في وقت الاتصال نفسه، بعد إنذار تلقاه على هاتفه، مصدره جهاز الإنذار في منزله. فتوجهت دورية على الفور إلى المكان المقصود وأوقفت السارق بالجرم المشهود.
المخابرات مستنفرة
تعمل مخابرات الجيش بكامل طاقتها لحفظ الأمن في محافظة النبطية. وحسب المصادر الأمنية، فإن المخابرات وبظل الوضع الأمني القائم والقضائي، تعالج قضايا لا يُفترض بها أصلاً أن تعمل فيها، كالمخدرات، مشيرة إلى أن منطقة النبطية لا تشكل سوقاً كبيراً للترويج إنما للتعاطي، وتنشط في هذا المجال عصابات مكونة من سوريين ولبنانيين.
وتضيف المصادر عبر “المدن”: “منذ أيام أوقفت المخابرات عصابة تعمل بالسرقة و”باسترداد” أموال الغير، أي أنها تختص بتحصيل أموال الدائن من المدين، بطرق مخالفة للقانون. لكن المشكلة تكمن بعدم قدرة قوى الأمن الداخلي على استلام الموقوفين”.
محاولة السلب على طريق عام النبطية تُنذر ببداية مرحلة جديدة لعمل المجرمين في هذه المنطقة. وتعتبر المصادر أنها بمثابة جرس إنذار لحثّ كل الأجهزة الأمنية في المنطقة على التحرك والعمل بجدّ أكبر، فهل تتمكن الأجهزة من ضرب هذه العصابات قبل توسيع رقعة عملها، وإيقاع الضرر بالجنوبيين؟