محليات

باسيل يأخذ المعركة إلى جبهة الطائفية والمطلوب وحدة لرفع هيمنة إيران

جاء في “المركزية”:

سريعاً  اشتعلت على جبهة أخرى في لبنان، وتحول عنوان المعركة المفترض أن تكون موجهة نحو انتخاب رئيس للجمهورية وإنقاذ الدولة من براثن الدويلة،  إلى معركة على خط التوتر الطائفي بين “المسلمين والمسيحيين”.  أسبابها ردة فعل “التيار الوطني الحر” على انعقاد جلسة الحكومة. ومن السجال المفتوح بين رئيس التيار النائب جبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى البيانات والبيانات المضادة مع حزب الله مما أدى إلى قطع الود بين حليفي تفاهم مار مخايل، وجاءت زيارة باسيل اليوم إلى بكركي واللقاء المرتقب بين سيدها البطريرك بشارة الراعي والرئيس السابق ميشال عون عند الخامسة عصرا ليزيد من الشحن على خط التوتر الطائفي العالي.

في وسع اللبنانيين أن يقولوا اليوم إن سرعة تحول خط الانقسام المذهبي ليس إلا غيمة صيف عابرة .المهم أن يبقى منضبطاً بحدود التوتر غير الميداني. لكن الواضح أن باسيل لن يرضى بأقل من تحويل اتجاه المعركة السياسية اليوم من انتخاب رئيس للجمهورية إلى استعادة حقوق المسيحيين. والحجة جاهزة انعقاد جلسة حكومية في ظل فراغ رئاسي وغياب وزراء تكتل لبنان القوي  الذين امتنعوا عن المشاركة بإيعاز وضغط منه. ماذا وإلا ربما كانوا حضروا أقله للبت بمقررات تخدم مصالح الناس وتنقذ مرضى الأمراض المستعصية من الموت أو الإحتضار في انتظار أدوية العلاج لا سيما السرطانية منها. هكذا برر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وهكذا صار. انعقدت الجلسة وصدر عنها مقررات واشتعلت سياسيا على خط التوتر الطائفي.   

رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني النائب السابق فارس سعيد وتعقيبا على مشهد السجالات السياسية التي تفجرت طائفيا في اليومين الأخيرين على خلفية انعقاد جلسة حكومية، تمنى على اللبنانيين عموما والشباب خصوصا عدم الإنزلاق في هذا الإتجاه “فالمعركة الوحيدة التي يجب أن نخوضها اليوم هي رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، وبناء الدولة وفقا للدستور ولوثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية. هذه هي حقيقة المعركة، وعلينا أن نخوضها تماما كما في مرحلة الإحتلال السوري. ولتحقيق ذلك يجب أن يكون هناك حد أدنى من التلاقي الوطني اللبناني-اللبناني”.

ويضيف سعيد عبر “المركزية” “لكن بدلا من أن نذهب في هذا الإتجاه ونصوب أهدافنا نحو مسألة رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان،  إذ بنا نشهد اليوم على أبشع صور الإنقسام المسيحي-الإسلامي في لبنان ضمن اصطفافات يميناً ويساراً وحول عناوين على رغم أهميتها تبقى أقل شأنا من الكارثة الوطنية التي نعيشها من خلال وضع يد إيران على لبنان، وسلخه عن محيطه العربي، وضرب مصالحه مع العالم العربي والخارج “.

 ويشير في السياق إلى الخطوات التي تقوم بها الصين نحو الخليج العربي ويقول:” تصوروا أن دولة الصين تتنافس مع الغرب لكسب ود المملكة العربية السعودية والخليج العربي وغالبية المسلمين، في وقت يدور الصراع في الداخل اللبناني مع المسلمين على صلاحيات حكومة تصريف الأعمال وعما إذا كان يحق لها أن تجتمع أم لا. واليوم ثمة مسعى من خلال زيارة باسيل وعون إلى بكركي لحث البطريرك الراعي على تبنّي الموقف  الصدامي مع المسلمين”.

الأكيد أن لبنان يتخبّط اليوم في مسار يصعب التكهّن الى أين سيقوده، لكن هل يكون حبل الخلاص في إشعال فتيل خط التوتر الطائفي؟ أم أن السيناريو الذي يدور حول الخلاف وانقطاع حبل الود بين الحليفين الطبيعيين وتوأم انهيار لبنان ليس إلا زوبعة في فنجان؟

وإذا كان حقيقة لا عودة  لربط الجسور بين الحزب والتيار إلا أن جملة أسئلة يطرحها سعيد في السياق:” لماذا لم يكتشف التيار حتى هذه اللحظة أن حزب الله قادر أن يدعم في أية لحظة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أو سواه إذا ما وجد أن لديه مصلحة في ذلك؟ لماذا تأخر حتى اليوم؟ويضيف ” اليوم يقولون لنا بأن المشكلة إسلامية-مسيحية ونجر غالبية الوسط المسيحي إلى هذه المعركة، في حين ان المعركة الحقيقية هي معركة رفع الإحتلال الإيراني وكيفية خروجنا من هذه الكبوة وأن نحصل على حد أدنى من الحياة الكريمة ونستعيد موقعنا كحاجة أساسية لهذه المنطقة ولجميع العرب ولبعضنا كلبنانيين. لكن بدل أن نذهب في هذا الإتجاه ترانا نفتعل إشكالات مع المسلمين لا توازي في أهميتها الخروج عن الوحدة الداخلية وتهديد اللبنانيين بالتقسيم وكل ذلك  لمصلحة تيار وطموح شخص، يقول سعيد.

وفي الكلام عن التقسيم وردا على ما ورد في كلمة باسيل حول طرح اللامركزية يعلق سعيد”باسيل يهدد باللامركزية ! فليقسّم إذا كان قادراً لكن ليخبرنا كيف سيكون ذلك وكيف يستطيع تأمين مصالح الناس؟”.

ويختم مكررا تمنياته على اللبنانيين عموما والشباب خصوصاً  لعدم ألإنزلاق في هذا الإتجاه والبقاء على مبادئ سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان البذي يرتكز أولا وآخراً على إعادة صياغة الوحدة الداخلية.  وكما فعلنا في العام 2005 عند إخراج سوريا من لبنان علينا اليوم أن نقوم بالمثل لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان”.   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى