نسبة قليلة من الأطباء تعود الى لبنان..رؤية حديثة للقطاع!
كتبت سمر الخوري في “المركزية”:
بارقة أمل تلوح في الأفق بعد “النزيف الحاد” للأدمغة والكفاءات اللبنانية.. كالعنقاء تسعى العديد من المهن والقطاعات الى لململة جراحها والنهوض مجددا، بدل الوقوف على أطلال مصائبها وانتظار حلول من هنا وهناك..
القطاع الطبيّ، أحد الاعمدة الأساسيّة للبلاد، والذي خسر ما بين 25 الى 40% من كوادره بات على مشارف النهوض مجددا، برؤية ترسم مسار القطاع وصولا الى العام 2030.
سببان أساسيّان وراء هجرة الأطباء، بحسب ما يؤكّد نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، أوّلهما انهيار الوضع الماليّ، والثاني انفجار 4 آب، “حيث فقد العديد من الأطباء الأمل وقرروا مغادرة البلاد، إمّا الى دول الخليج أو أوروبا أو حتّى أميركا”.
خطّة العودة
للحدّ من الهجرة المدمّرة هذه، عمدت نقابة الأطباء الى سلسلة خطوات يفنّدها بخاش عبر “المركزية” كالآتي:
“رفعنا الصوت تجاه المؤسسة الضامنة الرسمية من وزارة الصحة، وضمان اجتماعي، وتعاونية موظفي الدولة، وجيش، وقوى الأمن الداخلي..
وتوصلنا معها الى رفع التعرفة من 2.5 أضعاف الى 6 أضعاف في بعض المؤسسات والى أن تدفع للأطباء والمؤسسة الاستشفائية سلفة مالية، وتجري حساباتها على هذا الأساس، كما الى أن يعطي الجيش سلفة بالدولار الطازج للأطباء.
أمّا مع المؤسسات الضامنة الخاصة، (بوالص التأمين)، فكان الاتفاق أن يسددوا بدلات أتعاب الأطباء على 50% من قيمة الفاتورة بالدولار الطازج، واليوم نحن بصدد الوصول الى اتفاق لرفع هذه النسبة الى 75% اعتبار من 1/1/2023، على أن تصل الى 100% نهاية العام 2024″.
انطلاقا من هذا الواقع، يكشف بخّاش لـ “المركزية” أنّ ما بين 5 الى 10 % من الأطباء الذين غادروا البلاد عادوا اليها اليوم. فيما يوازي عدد منهم بين العمل في لبنان والخارج، يداومون في عياداتهم والمستشفيات هنا لـ 3 أسابيع شهريا، ويسافرون لأسبوع في الشهر للعمل في الخارج، الأمر الذي يبقيهم في لبنان وبين عائلاتهم من جهة ويدخل العملة الصعبة الى البلاد من جهة ثانية.
رؤية 2030
هذه الحلول يسعى بخاش الى ضمها لخطّة طويلة الأمد، ترسم صورة القطاع للعام 2030، ويوضّح أنّ “النقابة تسعى لرسم الخطوط العريضة لمستقبل القطاع الصحيّ على أسس سليمة، لتأمين مقومات وفرص عمل للمتخرّجين الجدد، في ظلّ وجود نقص حاد في غير اختصاص كالبنج، والأشعة، وجراحة الأطفال، والدماغ وغيرها… وبذلك، نحدد حاجات السوق، ونوجّه الأطباء نحوها نحو الاختصاصات المطلوبة، فلا نكون بذلك كالذي يعطي شهادة بمثابة “فيزا” للهجرة والسفر”.
التشبيك مع الخارج
الخطة أيضا، تضمن التشبيك مع الخارج، أقله في فترة الدراسة لتأمين مناخات تعليميّة مريحة للأطباء. فبخاش الذي رفض رفضا قاطعا فكرة تصدير الأطباء الى ألمانيا، التي تعاني بدورها نقصا حادا في القطاع، عمل في المقابل على اعداد وثيقة تفاهم بين الجامعات الألمانية والجامعات اللّبنانية، أوّلا للاعتراف بالشهادة اللّبنانية في ألمانيا، ولتسهيل متابعة التعليم لطلاب الطب اللّبنانيين في ألمانيا، ودائما بتوجيهات من النقابة نحو الاختصاصات التي تحتاجها البلاد، وبذلك نكون قد فتحنا المجال للراغبين بمتابعة تخصصهم في الخارج الى حين أن زوال الغيمة السوداء عن بلادنا، وكلنا أمل أن يعودوا بعدها للعمل في لبنان.