محليات

مؤشرات حوادث السير في لبنان إلى ارتفاع !

يكاد لا يمرّ يوم من دون وقوع حوادث سير تُسقِط العديد من الجرحى والقتلى وفقاً لإحصاءات غرفة التحكم المروري في لبنان وجمعية “يازا” المتخصصة برفع مستوى الوعي العام من حوادث السير والوقاية من الإصابات، والمؤشرات لا تبشّر بالخير وفقاً لمؤسس “يازا” زياد عقل الذي أعرب عن أسفه “لأن مؤشرات حوادث السير ستكون إلى ارتفاع في لبنان لأسباب عدة ومتنوعة.

وفي حديث إلى “القدس العربي” لمناسبة أسبوع الأمم المتحدة لذكرى ضحايا حوادث السير، شرح عقل أسباب الحوادث فقال “نحن دخلنا في موسم الشتاء وسيارات الناس في لبنان غير مهيأة بأغلبيتها الساحقة، ووزارة الداخلية أوقفت المعاينة الميكانيكية الالزامية في حزيران/ يونيو الماضي، وكان من المفترض إجراء مناقصة منذ عشر سنوات وهذا القطاع للدولة قد توقف، والقدرة المادية للناس باتت ضعيفة جداً نتيجة انهيار العملة اللبنانية مقابل تقلبات أسعار الدولار، وبالتالي هذا مؤشر لارتفاع عدد حوادث السير والقتلى”.

وفي رأي مؤسس “اليازا” “أن قدرات وزارة الأشغال والبلديات باتت متواضعة جداً مع انهيار العملة، وهذا يعني أننا نجد حفريات أكثر على الطرقات وغياباً للصيانة سواء البنى التحتية أو صيانة الطرقات الدورية، وهذه كلها مؤشرات بأن مخاطر حوادث السير في لبنان إلى ارتفاع”. لكنه يعتقد “أن ارتفاع سعر صفيحة البنزين وبالتالي تراجع قدرة الناس على التنقل انعكست في بعض الأحيان على عدم ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير على الرغم من الوضع الكارثي لطرقاتنا ومركبات الناس وغياب شبه كامل لقانون السير”.

وسلّط عقل الضوء على خطر آخر للسلامة المرورية يتمثّل بسرقة أغطية الريغارات “أغطية تصريف مياه الأمطار” على الطرقات، وقال “بعد انفجار مرفأ بيروت تمّت سرقة آلاف أغطية الريغارات الحديدية التي أحدثت مشكلة كبيرة وخللاً للمشاة وللسيارات في تنقلاتها”، محذراً “من خطورة سرقة الأغطية على الطرقات التي تسعى اليازا لإيجاد حل لها، بقوله “قصة الريغارات المفتوحة هي قصة خطرة جداً وكبيرة وقوى الأمن الداخلي ألقت القبض مؤخراً على عصابة تسرق هذه الأغطية الحديدية وتُصدّرها إلى الخارج، ونحن كيازا كنا قد ادّعينا أمام المدعي العام التمييزي وهذا خطر كبير على السلامة المرورية في لبنان، وسبق لنا أن وجّهنا العديد من النداءات في حينه من أجل إلقاء القبض على هذه العصابات قبل التمادي بالجرائم، فلم يتجاوبوا معنا إلى أن ذهبنا إلى القضاء وأصبح هناك تحرك”.

وعن نسب الحوادث يشير عقل إلى أن “لبنان يحتل أعلى النسب في العالم العربي في حوادث السير على الكيلومترات المقطوعة، ولكن علينا ألا ننسى في هذه الأيام أن الناس خففت رحلاتها أكثر من النصف جرّاء الانهيار الاقتصادي”.

وتخوّف عقل من “أننا ذاهبون في اتجاه تصاعدي نتيجة غياب الصيانة وغياب الإشارات الضوئية وعدم وجود موازنات، والمشكلة إلى تفاقم كبير ولدينا مشاكل متعددة والامكانيات ضعيفة جداً لدى الإدارات ولدى الناس فضلاً عن غياب تطبيق قانون السير بشكل شبه عام”.

وعن غياب الإشارات الضوئية يعتبر أنها “فضيحة نتيجة تقاذف المسؤوليات بين بلدية بيروت وهيئة إدارة السير”.

وحول التوقيفات الحاصلة في النافعة ولاسيما لجهة اعطاء رخص سوق من دون إجراء فحوصات، قال “نحن ننتظر القضاء الذي يجري تحقيقاته، وهناك أشخاص موقوفون ولا نريد أن نستبق الأحكام القضائية وعلينا أن نرى إلى ماذا ستفضي هذه التحقيقات، لأنّ ما سمعناه عبر الإعلام هو كارثة، وسبق وأنذرنا في اليازا أن إجازة السوق في لبنان هي صُوريّة، وهذه فضيحة كبرى، وعلينا أن ننتظر ما سيصدر من أحكام عن القضاء”.

تجدر الإشارة إلى أن الاحصاءات الرسمية لحوادث السير عن شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي سجلّت وقوع 116 حادثاً تسبّبت بوقوع 17 ضحية، 149 جريحاً، أما عدد ضحايا حوادث السير لعام 2022 فبلغ 283 ضحية.

“القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى