إقتصادمحليات

تحذيرٌ من زوال لبنان… “إدارة الأزمة لم تعد ممكنة”!

إستبعد البنك الدولي تعافي لبنان في تقرير صدر عنه مؤخراً بعنوان “حان الوقت لإعادة هيكلة القطاع المصرفي على نحو منصف”، مرجحاً أن يصبح لبنان في المركز الأسوء ضمن مجموعة من الدول تضم زيمبابوي واليمن وفنزويلا والصومال، وأن ترتفع نسبة التضخم، فماذا يعني ذلك؟ وما الذي تتطلبه إعادة هيكلة المصارف؟!

في هذا السياق رأى الخبير الإقتصادي إيلي يشوعي أن “صندوق النقد والبنك الدولي والجميع كانوا يحذّرون وينتقدون السياسات النقدية والمالية والفوائد العالية وكل هذه الأمور، ولكن لو أنهم يهتمون بلبنان لما وقع في الإفلاس المالي والانهيار”.

وقال يشوعي: “الآن يدعون إلى إعادة هيكلة المصارف، ولكن ألا نحتاج إلى مستثمرين؟ سواء كانوا مساهمين حاليين أو مساهمين جدد، ألا نحتاج إلى إرادة استثمار في القطاع المصرفي ورأس مال؟”.

وأضاف سائلاً، “هذه الإرادة مع الموجودين اليوم هل هي متوفرة؟ هل هناك ثقة؟ ليجيب: “لا يوجد ثقة، لذلك دائماً نقول الآن ليس وقت تسويات”.

وتابع، “إعادة الهيكلة تفترض الرسملة، وهذا يفترض توافر عامل الثقة، أما عامل الثقة فيوطن الأموال المهربة والأموال المسحوبة في الداخل بالعملة الأجنبية ونعيد توطينها في المصارف، هكذا تعود السيولة لتظهر”.

وأردف يشوعي، “طبعاً من الممكن أن تندمج مع بعضها، هناك قانون للدمج المصرفي، هذا الأمر يحصل بعد إتفاقات بين المستثمرين في القطاع، وبعد ذلك يصبح هناك إمكانية لأن يصل التدقيق الجنائي المالي لنتائج بموضوع الكشف عن المسببين بفقدان 75 مليار دولار من ودائع الناس”.

وأكمل، “كل شيء يبدأ بتوافر عامل الثقة، بمعنى إذا كان هناك ضمانة بأن الأموال ستكون مصانة في لبنان بحال تم استثمارها فيه وستكون محمية”.

وأشار يشوعي إلى أنَّ “الموجودين اليوم لا يجسدون عامل الثقة ولا يوحون به، خصوصاً بالنسبة للرأس المال المعروف بالجبان، فصاحب رأس المال يريد حد أقصى من الإطمئنان والضمانات والتوقعات الإيجابية للمستقبل ووجوه توحي بالثقة، هذه شروط أساسية للقيام بالإستثمارات”.

واستطرد قائلاً، “نحتاج إلى شخص مهمة وشخص مرحلة تكون مهمته إنقاذ لبنان، نحن هدفنا إنقاذ لبنان وليس إدارة الأزمة، فلم نعد قادرين على إدارة هذ الأزمة التي ستقضي على لبنان وستنهيه”.

ورأى أنَّ “لبنان اليوم معزول عن العالم الخارجي بفعل إفلاسه السيادي وأصبح معزولاً عن الجهات المانحة ولا يمكنه التحدث مع الدائنين الدوليين ومع الأسواق المالية بسبب خسارته الثقة، وأصبح الممر الإلزامي له هو الرضوخ لشروط صندوق النقد ليسترد القليل من مصداقيته المالية ويتمكن من التحدث الى المانحين والأسواق المالية”.

وختم يشوعي بالقول: “إذا استمرينا بهذه الطريقة فأنا أتوقع نهاية لبنان الذي نعرفه، إذا لم نأت برئيس يكون رجل المرحلة ورئيساً للمهمة وقادراً على الإنقاذ سننتهي، لبنان على شفير الزوال وقد نأتي إلى وقت نفقد كل شيء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى