التقاطع القوّاتي العوني.. يزيد مدة الفراغ
منذ اشهر، عاد الخلاف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الى سابق عهده، ووصل التراشق الاعلامي ومستوى الخطاب التحريضي بين الطرفين الى مستويات قياسية، لم يبلغها سابقاً، نتيجة تراكمات سياسية بدأت قبل سنوات وبعد اتفاق معراب تحديداً.
هذه التراكمات انفجرت مؤخرا، وعاد الخصمان الى اشتباكهما المعهود في ظل وصول قدرتهما النيابية الى مستويات متقاربة للمرة الاولى منذ سنوات وذلك مع تقدم القوات اللبنانية نيابياً وحفاظ التيار على حجم تكتله النيابي. من هنا بات الخلاف يكتسب طابعا اكثر قسوة في الشارع والاعلام.
لكن التيار القوات اليوم، وبالرغم من عدم امكانية تحالفهما او تقاربهما سياسياً وحزبيا، يتقاطعان على فكرة عدم اتاحة المجال امام وصول اي من المرشحين الرئاسيين الذين لا يرضى عنهما المجتمع المسيحي، او الاصح لا ترضى عنهما القوات والتيار، وهذا الامر سيساهم في عملية التعطيل في الاسابيع المقبلة.
لا يستسيغ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجعوصول خصمه الشمالي رئيس تيار المردةسليمان فرنجية، وذلك على اعتبار ان فرنجية سيعيد تنظيم نفسه وشد عصبه وتعزيز واقعه الشعبي في حال وصل الى قصر بعبدا وهذا سيؤثر على القوات في بعض الاقضية الشمالية.
غير ان جعجع غير قادر على قطع الطريق على فرنجية، فمن يدعم فرنجية حالياً هو خضم جعجع الاساسي في لبنان، لذلك فإن اعتراض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على فرنجية هو الباب الاوسع الذي فتح للقوات في هذا الشأن، لانه بالتكافل مع التيار يمكن للكتلتين المسيحيتين منع حصول رئيس المردة على اي غطاء مسيحي.
وهذا ينطبق على مرشح مثل قائد الجيش ايضاً، اذ ان التيار لا يستطيع وحده منع وصول العماد جوزيف عونالى قصر بعبدا، بل يحتاج الى امتناع القوات عن السير به مع خصوم اخرين مثل الاشتراكي والمجتمع المدني، وهذا ما يحصل حاليا وان بطريقة ديبلوماسية غير حادة من قبل معراب.
هكذا يبدو ان التقاطع القواتي العوني يساهم في وضع فيتو على المرشحين الرئاسيين على اعتبار ان الطرفين مجتمعين يملكان القدرة على سحب الميثاقية من اي رئيس جديد.
لكن السؤال المطروح الى متى سيبقى هذا التقاطع ساري المفعول في ظل الخلافات المتراكمة بين الطرفين؟