“مفتاح سرّي” لقصر بعبدا…
كتب أنطوان الفتى في “أخبار اليوم”:
بين الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي المُعاقَب أميركياً، بتهمة ارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان، والمُدرَج في القائمة السوداء التي تحظّر أي تعامل معه، وبين الحصانة الأميركية الممنوحة لغيره (رئيسي) من الحكام في المنطقة، من الملاحقة القضائية، بسبب ملفات جرائم ارتكبوها، نتلمّس أن العقوبات الأميركية، والقضايا العالِقَة، قد لا تمنع بعض الطامحين الى الرئاسات، والحكم، من تحقيق أهدافهم.
حصانة
فالعقوبات الأميركية على رئيسي، لم تُوقِف المحادثات الأميركية – الإيرانية السريّة، بأشكالها المتعدّدة، سواء على خلفيّة الملف النووي الإيراني، أو غيره. فضلاً عن أن مَنْح هذا الحاكم أو ذاك حصانة من الملاحقة بسبب جريمة، يشرّع له أبواب الحُكم طبعاً، ولكن من دون أن يؤكّد سَحْب هذا الملف من التداوُل مستقبلاً بالكامل، خصوصاً إذا كان مُعبِّراً عن مصلحة أميركية في تعبيد الطريق أمام زعيم، يُمكن للولايات المتحدة الأميركية أن “تنبش” أي جزء من ماضيه، عند الحاجة، ووفق المصلحة، وفي الوقت المُناسِب، ولو بعد عقود.
“التزامات كبرى”
وانطلاقاً ممّا سبق، لا مانع من أن يكون X أو Y في لبنان، رئيساً للجمهورية، رغم خضوعه لعقوبات أميركية. والحركة الحاصِلَة في فرنسا تحديداً منذ أيام، قد تُشير الى عَدَم رفض أميركي – أوروبي مشترك، للتعامُل مع بعض المُعاقَبين ربما، داخل قصر بعبدا، خلال السنوات الستّ القادمة.
لن نبحث في الأثمان التي تنشدها واشنطن وباريس والإتحاد الأوروبي عموماً، من جرّاء ذلك، ولا في “الالتزامات الكبرى” و”الهائلة” التي من المُمكِن أن تحصلا عليها من هذا “المُعاقَب” أو ذاك، بل أكثر ما يهمّنا هو أن تلك الحركة لا تخرج عن إطار التنسيق الأميركي – الأوروبي – الإيراني المستمرّ في معظم الملفات الإقليمية والدولية، والتي من ضمنها لبنان.
فرنسا
أشار مصدر مُطَّلِع على الشؤون الفرنسية والأوروبيّة الى أن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقبل ناشطات إيرانيات قبل نحو أسبوع، فردّ عليه الإيرانيّون باحتجار سبعة فرنسيين في إيران. ولكن رغم ذلك، لم تؤثّر تلك التطوّرات على التنسيق الفرنسي – الإيراني المستمرّ، والذي لن يتوقّف أبداً، نظراً الى المصالح المشتركة الكثيرة بين البلدَيْن”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “فرنسا تعمل لمصلحة إيران في الشرق الأوسط ولبنان، وبما يفوق ما كان يحصل في السابق. وما كانت زيارة (رئيس “التيار الوطني” النائب جبران) باسيل فرنسا لتحصل، لولا أن مصلحة باريس الكبرى في منطقتنا تجمعها بإيران، وبكلّ ما يرتبط بها، لا بغيرها في الشرق الأوسط”.
أكثر من السابق
وأكد المصدر أن “لا مانع لدى الغرب من انتخاب الرئيس الذي تريده إيران في لبنان، والذي قد لا يكون بالضّرورة جبران باسيل”.
وأضاف: “مرشّح إيران السرّي للرئاسة في لبنان، هو أكثر شخصية تحظى بسُمعة داخلية طيّبة في البلد، من جانب كل الأطراف اللبنانية، رغم معرفة الجميع بأنه يعمل لصالح طهران، ويزور الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والدول الأوروبيّة، مُدافِعاً عن فريق السلاح غير الشرعي”.
وختم: “ساهمت الأحداث العالمية الأخيرة، بتوفير الظروف المُناسِبَة لانتعاشة السياسة الإيرانية على امتداد الشرق الأوسط بشكل إضافي. ولا أحد سيمنع إيران من فعل ما تريده في لبنان، الى درجة أنه بات بإمكانها أن تؤثّر فيه أكثر من السابق”.