الدكاش لنصر الله: نحن أحرار وأنت جنديّ في ولاية الفقيه
أقامت مصلحة النقابات في “القوات اللبنانية”، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بعضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب شوقي الدكاش، عشاءها السنوي في مطعم “السراي” – ساحل علما، بحضور النائبين رازي الحاج وفادي كرم، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، ممثل رئيس جمعية الصناعيين صخر عازار، وحشد من رؤساء الاتحادات والنقابات العمالية، إضافة إلى الأمين العام للحزب إميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جوده، وعدد من القيادات الحزبية، ورؤساء دوائر وخلايا المصلحة.
بعد النشيدين اللبناني والقواتي، ألقت عريفة الاحتفال مسؤولة إعلام المصلحة ريتا الزريبي كلمة قالت فيها: “رغم الأوضاع الصعبة التي توالدت وتتالت علينا في عهد بات من الماضي الأليم وعلى قارعة التاريخ، إلا أن لبنان العلم والثقافة، لبنان الرقي والحضارة، ما زال بخير، وسيبقى بألف خير، طالما أن قضيته مصانة، وله حراسا يرفعون الراية، ويحملون الأمانة، وشهداء نذروا أنفسهم وقدموا أرواحهم فداء لوطن لأجله نحيا ومن أجله نموت”.
بعدها، ألقى رئيس المصلحة ريمون حنا كلمة قال فيها: “لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له وأسرته، هذا ما جاء في المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فأين نحن من هذه المادة؟ ومن هذا الإعلان؟ طالما أن الأمن الاجتماعي في خطر شديد، والحماية الاجتماعيَة في مهب الريح؟ وطالما أن الحال كذلك، لا تعتصموا بالصمت، ولا تستسلموا لمشيئة الأقدار، تكاتفوا، تضامنوا، من أجل الصالح العام، كونوا صوت الذين ائتمنتم على تمثيلهم، وحافظوا على جنى أعماركم وعصارة جهودكم لنرفع الصوت سويا”.
أضاف: “لقد مهدوا لإفقارنا، وخططوا لضرب الحركة العمالية بالترغيب تارة، والترهيب أطوارا، وخلفوا التباعد بين القواعد النَقابية، فزعزعوا بنيانها، واستسهلوا الاستفراد، وصالوا وجالوا في مستقبلنا ومستقبل أولادنا على هواهم”.
وتابع: “احموا تعويضات نهاية الخدمة التي انهارت بفعل انهيار العملة الوطنية، أنقدونا من الفروق الهائلة للاستشفاء، خففوا البطالة، أحجموا عن الصرف الجماعي، كفوا عن تصحير الوطن من شبابه وطاقاته، أوقفوا التآمر على تهريب رزقنا، كي لا نموت نحن ويحيا الآخرون”.
وختم: “مهما اشتدَت الصعاب، وتحاملت علينا الأقدار واستفحلت المحن، ستبقى إرادة الحياة أقوى وأشد صلابة من جبروتهم، لأننا شعب اعتاد النضال والمقاومة عبر تاريخه”.
وألقى أبو جوده كلمة شكر فيها ل”المصلحة تحضيراتها لهذا اللقاء الناجح بعد غياب دام طويلا بسبب الأزمات الاقتصادية واستفحال وباء كورونا”، مهنئا “رئيس المصلحة ورؤساء الدوائر وهيئة مكتب المصلحة الإدارية بالنجاحات في الانتخابات النقابية”، وطالبهم ب”الإستمرار في تحمل المسؤولية تجاه العمال أجمعين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والمساعدة قدر الإمكان في إيصال صوتهم وطلباتهم الى المراجع المعنية والمطالبة بحقوقهم”.
وألقى الدكاش كلمة توجه فيها إلى “الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”، قائلا: “تريدون رئيسا لا بينشرى ولا بينباع؟ يعني أنكم تريدون رئيسا مثل بشير الجميل أو الدكتور سمير جعجع، لأن الحر وحده لا يشترى ولا يباع”.
وسأل: “من مِن الرؤساء الذين انبثقوا من الوجدان المسيحي، قبل أن تضعوا أنتم وسوريا وايران أيديكم على الدولة، كان بينشرى وبينباع؟ كميل شمعون؟ فؤاد شهاب؟ الياس سركيس؟ شارل حلو؟ أو بشير الجميل بينشرى وبينباع؟”.
أضاف: “كنت أتمنى أن أقف معكم اليوم لأهنئكم على كل القوانين التي أنجزناها لكل القطاعات العمالية والمصالح والمهن.
كنت أتمنى أن أبشركم بأننا أقررنا ضمان الشيخوخة والتعليم المجاني والحق في الاستشفاء وغيرها الكثير من حقوقكم، إلا أن بعضا من مآسينا اليوم أننا نفتش عن البديهيات، مثل الماء والكهرباء والانترنت والطعام والتعليم”.
وتابع: “نحصد اليوم ما تم زرعه على امتداد سنوات من الاحتلال السوري، وصولا إلى النفوذ الايراني، وقد حكموا البلد من خلال طبقة فاسدة من السياسيين، وكان الهدف واضحا، تغيير هوية لبنان وصورته. نعم، فما نحن عليه ليس صدفة، إنما هو مخطط لانهيار البلد واستنزاف طاقاته وتهجير شبابه، ليتمكنوا من وضع أيديهم عليه ويغيروا هويته. ومع الأسف، كثر يشاركون في المخطط عن طمع وفساد وجهل، أو عن مصالح شخصية وسلطوية، غير مدركين، وربما غير مهتمين إلى أين يأخذون البلد، وحتى لو أوصلوه إلى جهنم”.
وأردف: “مشكلتهم معنا أننا نريد بلدا، أي أننا نريد دولة ومؤسسات وجيشا قويا ورئيس جمهورية سياديا، نريد حكومة مكتملة الشرعية ومجلس نواب يعمل للمصلحة العامة. نحن لا نتفرج، بل نحاول بالمبادرة والصمود ومجلس نواب والمناطق، والاغتراب في دول العالم، وبكل مكان يمكن أن نشكل فيه فرقا. نحاول أن نجمع جهود المعارضة لانتخاب رئيس، لنضع البلد على سكة النهوض. وها نحن اليوم نجدد تمسكنا ودعوتنا لانتخاب رئيس للجمهورية، رئيس يشبه القوات اللبنانية، يعني عن جد لا بينشرى ولا بينباع، أي أنه حر كما نحن أحرار”.
وقال: “هل يمكنكم يا سيد أن تقولوا الأمر نفسه عنكم؟ إنكم احرار وما بتنشروا ولا بتنباعوا؟ لا أظن، فأنت الذي قلت أن اموالك وقرارك وحياتك وموتك بيد ايران، فالفرق كبير يا سيد، نحن احرار وانت جندي في ولاية الفقيه”.
وختم: “تعرفون أن المعايير التي يتحدثون عنها للرئيس القوي لا تنطبق إلا على الدكتور سمير جعجع، رئيس قوي بناسه وتمثيله، بإرادته وبتضحياته للبنان، قوي برؤيته لمستقبل لبنان ولقدرته على التواصل والانفتاح على كل العالم. ورغم ذلك، فإن القوات اللبنانية متمسكة بترشيح رجل سيادي، ولديه مشروع يشبه مشروعها ومواقفها، لنلتقي على مساحة مشتركة”.