صحةمحليات

الأبيض يشدّد على أهمية الصحة النفسيّة

رعى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض حفل اختتام الحملة الوطنية للصحة النفسية في جامعة القديس يوسف، بلقاء تخلله عرض لخدمات الصحة النفسية من ضمن المشروع المدعوم من الوكالة الفرنسية للتنمية ومنظمة الصحة العالمية، إضافة الى حفل التخرّج الأول من نوعه لطلاب الدبلوم الجامعي في تنظيم خدمات الصحة النفسية بالتعاون مع جامعة القديس يوسف.

حضر الحفل ممثلة السفيرة الفرنسية مديرة المركز الفرنسي في لبنان سابين سيورتينو ورئيسة الفريق التقني في منظمة الصحة العالمية الدكتورة إليسار راضي، والمديرة الإقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية في لبنان كاترين بونّو وممثل لرئيس جامعة القديس يوسف البروفسور سليم دكاش ومدير البرنامج الوطني للصحة النفسية الدكتور ربيع شمّاعي ومعنيون.

وتضمن اللقاء حلقة نقاش تخللتها شهادة حياة عن أهمية الصحة النفسية لتأمين القدرة على المحافظة على الإيجابية والشعور بالقيمة الشخصية. وتم التذكير بالخط الساخن 1564 المخصص للدعم النفسي والوقاية من الإنتحار بدعم من جمعية Embrace.

وشدد الأبيض على “أهمية الصحة النفسية ولا سيما في بلد كثرت فيه النكبات”، لافتا الى أن “لبنان عانى تباعا وتوازيا من انهيار اقتصادي حاد، بحيث اصبح 80% من الناس يقبعون تحت خط الفقر، كما عانى من اضطراب سياحي أمني واجتماعي، ومن جائحة ألقت بثقلها على معظم معالم حياته اليومية. وكانت المعاناة الكبرى مع انفجار المرفأ التي تركت، بالإضافة إلى كل الخسائر البشرية المفجعة، ندوباً نفسية وذاكرة مأساة جماعية يصعب ازالتها. وغالباً ما تكون المعاناة أكبر عند الفئات المهمشة أو المستضعفة وغالباً ما تعاني تلك الفئات من صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية”.

وأكد “أهمية برنامج وطني يتجاوب مع متطلبات الصحة النفسية التي أصبحت أكبر في حين أضحت الموارد المتوفرة شحيحة جدا”، مثنيا على “دعم الوكالة الفرنسية للتنمية AFD والمعهد العالي للأعمال ESA وجميع الشركاء كمنظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات غير الحكومية التي لطالما كانت داعمة للدور الريادي لوزارة الصحة العامة في هذا المجال”.

وقال: “السؤال الذي يطرح دائما يتعلق بدور الدولة تجاه مواطنيها، فهل يقتصر دورها على المراقبة وحراسة مساحة عامة تجري فيها شؤون الناس من تجارة وأعمال وخدمات، أم يتعدى ذلك لتقديم الخدمات وإقامة البرامج التي تعالج المشاكل المجتمعية، من فقر وجهل ومرض وغيرها؟”.

أضاف: “لا شك أن النظرة الحالية للدولة تتبنى الدور الايجابي، لكن ذلك يتطلب، لتمكين الدولة من القيام بواجباتها، أمرين مهمين: أولا، التمويل عبر حسن استخدام الموارد الطبيعية التي يملكها الشعب، وسياسة ضرائب عادلة لا تثقل على الفقير، ولا تمالىء الغني. ثانيًا، الحوكمة الرشيدة وحسن الإدارة التي تمنع تسلل الهدر والفساد إلى أماكن الدولة وأجهزتها.”

وتابع: “يبقى السؤال أيضاً: ما هو دور وزارة الصحة في برنامج الصحة النفسية؟ وكيف يمكن ضمان استمرارية هذا البرنامج؟”.

وأوضح أن “لوزارة الصحة العامة الدور التنظيمي والمراقب الذي يضمن جودة الخدمات وتوفرها بشكل عادل ومتساو، بالإضافة إلى دور مقدم للخدمات عبر مراكز الرعاية والمؤسسات الاستشفائية. ولهذا الدور له تحدياته ومتطلباته بدءًا من ضمان التمويل ورصد من موازنة وزارة الصحة للبرنامج الوطني للصحة النفسية، ما يشكل تحديا كبيرا في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، إضافة إلى الحوكمة الرشيدة عبر اتباع نهج كامل لدمج الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من مفهوم الصحة، وكذلك عبر ايجاد حلول مبتكرة لتخطي بعض العقبات كاعتماد Telehealth  في ظل النقص الحاصل من مقدمي الرعاية”.

وخلص الى أنه “في بلد تميز بمرونة وصلابة شعبه وقدرته على تحمل الأزمات لا يمكن تجاهل الدور الذي تضطلع به الصحة النفسية لتعافي الأفراد والمجتمعات. لذا، فإن ضمان البنى التحتية واستمرارية الصحة النفسية يرفع المعاناة ويساهم في تمكين الأفراد وبناء دولة عاملة ومنتجة ومزدهرة”.

وكان الحفل بدأ بالنشيدين الوطني والفرنسي، ثم تحدثت راضي فنوّهت بما تحقق في برنامج الصحة النفسية في لبنان منذ انطلاقته بدعم من منظمة الصحة العالمية في العام 2014، معتبرة أن “الإستثمار بالصحة النفسية هو استثمار للمستقبل لأن الصحة النفسية ضرورية لصحة عامة سليمة”.

وشددت على أهمية البرنامج الوطني، منوّهة بالقيمين عليه، مشيرة إلى أن “الأرقام تظهر تزايدًا في عدد الأشخاص الذين يعانون في صحتهم النفسية في ظل الأزمات التي يشهدها لبنان”. وقالت: “المهم في هذا المجال أن هؤلاء باتوا يجرؤون على الكلام ولا يشعرون بالخجل من معاناتهم. ان سلامة المجتمع ترتبط بالإهتمام بصحته النفسية، ولبنان أكثر من أي بلد آخر معني بالإهتمام بهذا الجانب الصحي نظرًا لما يعانيه من أزمات”.

ولفتت سيورتينو إلى أن “الدعم المهم الذي تقدمه فرنسا في مجال الصحة النفسية يعود إلى اعتبار هذا الجانب الصحي أولوية تحافظ على صحة المجتمع”، مؤكدة “السعي لجعل الصحة النفسية في متناول كل من يحتاج إليها”.

ثم قدم شماعي عرضا تقنيا شرح أهداف البرنامج الوطني للصحة النفسية والخطة الإستراتيجية التي سيتم اتباعها لكي تكون خدمات البرنامج في متناول من يحتاج إليها من اللبنانيين، وفي العدد الأكبر من مراكز الرعاية الأولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى