صحةمحليات

بلبلة اللقاحات… هل أطفالنا فعلاً بخطر؟

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

هل أطفال لبنان فعلاً بخطر؟ سؤال يقلق الكثير من العائلات اللبنانية كلما عادت الى الواجهة المعلومات التي تتحدث عن نقص في اللقاحات أو تلك التي تشكك بجودة لقاحات الأطفال المتوفرة في لبنان.

إلا أن هذا الموضوع لا يحتمل الكثير من الأخذ والرد، فحياة أطفالنا ليست لعبة والمطلوب توضيح حقيقة احتمال تهديد صحتهم، وعمّا إذا كانت اللقاحات في لبنان تفتقد للجودة.
رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندة حمادة طمأنت أن “اللقاحات متوفرة في لبنان، وبجودة ونوعية عالية وفق مواصفات منظمة الصحة العالمية التي ترعى موضوع اللقاحات في العالم. كما تُحفَظ بأعلى معايير التبريد على الطاقة الشمسية”.

“كلام غير مسؤول”.. هكذا تصف حمادة عبر موقع mtv الأقاويل عن أن اللقاحات التي تشتريها وزارة الصحة غير مصدّقة من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية والوكالة الأميركية للغذاء والدواء وبأنه غير معترف بها وقد يكون مصدرها الهند أو كوريا، مشددة على أنّ “اللقاحات في لبنان هي وفق أعلى مواصفات عالمية معترف بها”، مشيرة الى أن “موافقة منظمة الصحة العالمية على اللقاحات تتجدد دورياً، وإلا لا تكون موجودة أصلاً في السوق”.

وحول ما أشيع عن اللقاحات التي تأتي عن طريق الهبات، أوضحت حمادة ان “لدى وزارة الصحة موازنة بقيمة 6 مليون دولار لشراء اللقاحات، الى جانب موازنة إضافية من الاتحاد الأوروبي تفوق الـ10 مليون دولار، وذلك عبر اليونيسيف، كي يشمل التلقيح النازحين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية”، مشددة على أن “لبنان يشتري اللقاحات وأما الهبات عبر الجهات المانحة فتشترى بالطريقة نفسها المعتمدة من الوزارة بشراء اللقاحات”.

ولكن ماذا عن وجود لقاح أكثر جودة لدى الصيدليات وأطباء القطاع الخاص؟ تجيب حمادة بأن “الجودة نفسها المعتمدة في القطاع الخاص معتمدة في وزارة الصحة لأن أي لقاح سيدخل الى لبنان يجب أن يكون مسجّلاً لدى وزارة الصحة وبالتالي معتمداً من قبل منظمة الصحة العالمية، وهذه هو الحال بالنسبة للقاحات التي تشتريها وزارة الصحة أو تلك التي يشتريها القطاع الخاص ويبيعها عبر الصيدليات”، مستطردة “علماً أن هناك شحّاً اليوم بإدخال هذه اللقاحات الى الصيدليات نتيجة الأزمة الاقتصادية وتدهور العملة وعدم قدرة السوق الخاص على الالتزام ببعض شروط الشراء”.

إذاً اللقاح متوفّر، والحملات مستمرة، وما أعلنته “اليونيسيف” في نيسان الماضي عن أن “أطفال لبنان معرضون، بشكل متزايد، لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها من خلال أخذ اللقاحات مثل الحصبة والإلتهاب الرئوي وشلل الأطفال. وقد أدت الأزمات المتشعبة في لبنان الى تراجع حاد في معدلات التطعيم الروتينية”، يعود لسبب آخر، وفق حمادة، فنسبة التلقيح تراجعت في كل العالم في السنتين الماضيتين بسبب وباء كورونا، نظراً لتراجع اهتمام الناس بتلقيح الأطفال كأولوية لصالح التلقيح ضد كورونا. فتراجع التلقيح الروتيني في كل العالم ما بين 40 و50 في المئة، بينما تراجع في لبنان ما بين 27 و32 في المئة وفق المناطق.

وتداركاً لهذا الواقع، قامت وزارة الصحة بالتعاون مع اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية بحملات وطنية لتعزيز التلقيح الروتيني، وتمّ التعاقد بين الصليب الاحمر اللبناني واليونيسيف. لا بل أكثر من ذلك، حصلت زيارات الى المنازل على امتداد الأقضية اللبنانية، لا سيما تلك التي تشهد أدنى معدل تلقيح، ويجري العمل على استهداف المتسرّبين من أجل تلقيحهم وإحالتهم الى المراكز الصحية.

صحيح أن الأزمة كبيرة، لكن التوعية ونشر المعلومة الصحيحة، لا سيما الطبية والاجتماعية، هي جزء من المواجهة، أقلّه في وجه الحرب النفسية التي تتغلغل في بيوت اللبنانيين وقد ضاقت بهم مساحات الأمان، فكيف بهم عندما يمسّ الأمر أطفالهم وحياتهم وصحتهم؟ فلقّحوا أطفالكم لا ينفع الندم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى