معادلة جديدة على النار.. هل يغيّر السنة المستقلون توجهاتهم في جلسة الغد؟
ساعات معدودة تفصلنا عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد والتي لن تختلف في الشكل والمضمون عن سابقاتها، بعدما كرّرت كلّ الكتل النيابية مسبقاً خياراتها باستثناء بعض النواب التغييريين والنواب المستقلين.
في المقابل، تتركز الأنظار على ترددات ما سُجّل من مواقف وأحداث في الأيام الماضية وأبرزها مؤتمر الذكرى الـ33 لاتفاق الطائف، وتأثيرها على توجّهات النواب السنّة مستقلين، علماً أن تصويت نواب تكتل “الإعتدال الوطني”، لن يشهد أي تغيير على الرغم من التنسيق مع أكثر من كتلة في الملفات الاستراتيجية.لكن تكرار التصويت لا يعني بالضرورة أن المشهد الإنتخابي لا يشهد عملية خلط أوراق في الكواليس، فاللقاء الأخير في الصّيفي، رسم معادلةً جديدة وإن كانت مفاعيلها لم تظهر بعد.إذًا دور النواب السنّة في الإستحقاق الرئاسي، حاضرٌ رغم غياب “المستقبل”، بحسب ما أكد النائب وليد البعريني لـ “ليبانون ديبايت”.البعريني، أوضح أن “أعضاء تكتل “الإعتدال الوطني”، نواب عن الأمة حسب الدستور ونحن نمثل الطائفة السنّية، وواجبنا أن نؤدي دوراً وطنياً، وأن نحافظ على لبنان ونتمسك بهذه الصيغة وبوثيقة الوفاق الوطني، وأن نكون صوت الناس خصوصاً أننا نمثل مناطق محرومة”. لا يخفي النائب البعريني أن غياب الرئيس سعد الحريري “مؤثرٌ جداً وترك أثره على كلّ لبنان وعلى الحياة السياسية فيه وعلى الشارع السنّي تحديداً”.ورداً على سؤال حول جهودٍ تتمّ لجمع النواب السنّة في تكتّل واحد أو انضمام نواب جدد إلى تكتل “الإعتدال الوطني”، أوضح البعريني أن “القصة ليست بعدد نواب التكتل”، مشيرا الى أننا نحن على تنسيق ونتواصل مع الجميع، وهذا الأمر أساسي للحفاظ على جو الوفاق والتوافق الذي هو قدر اللبنانيين”.وتابع، “بالطبع ثمة نواب نلتقي معهم على نفس المشروع ويكون تواجدنا في تكتل واحد طبيعي، وثمة نواب ننسّق معهم حسب الطرح والمواضيع، وثمة نواب نختلف معهم لكن ذلك لا يمنع الحوار والتواصل…”وعن مدى التعاون بين بعض النواب السنّة المستقلّين والكتل المعارضة، أوضح البعريني، أن “الكتلة تلتقي وتتشاور معهم في الإستحقاق الرئاسي وهو ما حصل في اجتماع الصيفي الأخير”.وحول المساعي لتوحيد الصف السنّي داخل وخارج المجلس في الملفات الداخلية بشكلٍ عام، أشار البعريني، إلى “مساعٍ جارية لتوحيد اللبنانيين جميعاً على مشروع بناء دولة تنهض بالوطن وتهتم بالمواطنين”.وبالتالي، أكد البعريني أن “تصويت الكتلة في جلسة الخميس، سيبقى على حاله، نظرا الى أن المشهد لم يختلف حتى الساعة والأمور على حالها”.وقال: “إذا بقيت كذلك فسنبقى على ما صوّتنا عليه في الجلسات الماضية بانتظار أن تنتج المشاورات إسماً جدياً، لا أن يكون التصويت فقط لحرق أسماء”.وحول الترجمة العملية للمواقف المعلنة في منتدى الطائف يوم السبت الماضي، اعتبر البعريني أن “اتفاق الطائف مرجعية، وهو مكرّس ضمن الدستور اللبناني وبنوده والدعوة دائمة لتطبيق هذه البنود”، مشيداً بـ “جهود السفير وليد البخاري لدعوته الى المؤتمر وكلامه الذي يدل على حرص المملكة على لبنان”.ورأى أن “المؤتمر كان لمصلحة لبنان وتخلله كلام عقلاني ولم يكن كما زعم البعض، للتحريض أو تفرقة اللبنانيين لا سمح الله، بل كان لجمعهم وتوحيدهم والحضور المتنوّع خير دليل”.